جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

"سعيدة " ماتتْ و ما ماتتْ *محمّد الحمدي تونس*

 "سعيدة " ماتتْ و ما ماتتْ

إلى فقراء جبال الأطلس
ذات يوم كان في المغربِ وردهْ..
اسمها كان " سعيدهْ "..
كلُّ من يعرفُها قال: لا بدّ بأن تمضِي شهيدهْ..
و يقولُ من رآها يوم ماتتْ.. :
جبلا كانت من الرّفضِ و موّالا جميلا و قصيدهْ..!
و طويلا زغردتْ أمُّ " سعيدهْ " يوم جاء الخبرُ..
آهِ ! لم تبكِ و لم يَبْدُ عليها أيُّ حزنٍ..
و الذي يعرفها قال : تبكي عندما يأفلُ نجمٌ..
عندما يُكسرُ غصْنٌ..
عندما يُقتلُ طيرٌ..
عندما يسغبُ مرْءٌ..
عندما يشْهقُ طفلٌ..
آهِ ! لم تبكِ و لم يبدُ عليها أيُّ حزنٍ يومَ جاء الخبرُ..
ضحِكتْ في وجهِ من هبّ إليْها ..
لبِستْ أجملَ ثوبٍ..
وضعتْ كحلا بعينيها كأنّ اليومَ عُرسٌ..
ثمَّ غنّتْ :
هذا عيدُ الفقراءِ..
هذا يومُ الفقراءِ..
يا نساءَ الغُبنِ زغردن طويلا..
ف"سعيدهْ " لم تمتْ..
لن تموتَ..
سوف تبقى وردة تعبقُ عطرا..
غابة تنبضُ سحرا..
سوف تبقى وشمة خضراءَ في كلّ جباهِ الكادحينَ..
نجمة تهدي جُموعَ التّائهينَ..
حقلَ قمحٍ لحُشود الجائعينَ..
غيمة حبلى تروّي الظّامئينَ..
و ستبقى شطّ ملحٍ و سيوفا و خناجرْ..
في حُلوقِ كلِّ من خانَ..
و تاجرْ..!
زغردت أمُّ " سعيدهْ " بعد أن غنّتْ طويلا..
غير أنّ مَنْ رآها..
قال : نورٌ كان في عينيها ينمو..
كان نورٌ مثل برقٍ..
مثل إعصارٍ و رعدٍ..
مثل بُركانٍ عتيٍّ..
كان في عينيها حقدٌ..
كان في عينيها ثأرٌ..
كان في عينيها ثورهْ..!!
حينَ ذاع َ الخبرُ..
عاملٌ قالَ لآخَرْ..
هل سمعتَ..؟
قال :ماذا..؟
وردةٌ تدعى " سعيدهْ " ماتت الأمسِ بسجن الطّاغيهْ..
و لماذا..؟
قيلَ : تهوَى الكادحينَ..
أ لهذا قتلوها..؟
قال : ليستْ وحدها..
ماتَ مَنْ ماتَ و مازالتْ جموعٌ في السّجونِ القاتمهْ..
أ لهذا ظلّت الشّمسُ حزينهْ..؟
رُبَّما..!!
ذاتَ فجرٍ شُوهدتْ أمٌّ تزغردْ..
حولها كانتْ ملايينٌ تغنّي و تردّدْ :
يا " سعيدهْ " ..
يا شموسَ " المغربِ " الظّمأى الحزينهْ..
يا نشيدا يزرعُ الإيمانَ فينا..
سوف نثأرْ..
سوف نثأرْ..
سوف نثأرْ..
لجميعِ الثّائرينَ..
الهامش :
"سعيدة" هي المناضلة المغربيّة التقدميّة "سعيدة المنبهي" التي استشهدت في 11 ديسمبر 1977 إثر إضراب عن الأكل خاضته في سجن " الدّار البيضاء" للمطالبة بفكّ العزلة عن السّجناء و تحسين أوضاعهم و الاعتراف بصفتهم كمعتقلين سياسيين .
محمّد الحمدي
تونس


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *