يوسف ذو اللحية البيضاء الطويلة
كان يوسف ذو اللحية البيضاء الطويلة ، جار جدي في الريف يتحدث الى جيرانه المسلمين في ساعات الاستلقاء في فضاء المدشر الى أنهم (اليهود) سيحكمون فلسطين عما قريب ، كانوا يستهزؤون به ، كان فقيه المدشر لا يتوانى في تذكير أهل المدشر أن يوسف ينطلق من ما يسمى في الاسرائيليات ب"الجفرية" التي نقلها أحبار اليهود الذين أسلموا ك"كعب الأحبار" و أثقلوا بها "الأحاديث" .
كان فقيهنا يعتبر نفسه أكبر و أفطن من يوسف و هو يسرد الأساطير على أهل المدشر مطمئنا إياهم أن ذلك سيتزامن مع علامات الساعة الكبرى و ليس الآن .
كان التاريخ آنذاك منتصف الاربعينيات ، كل مرة يلاحظ أهل المدشر غياب يوسف و بغلته البيضاء الجبارة ، حين عودته كل مرة يسألونه عن غيابه ، يجيبهم أنه كان مسافرا لفاس .
لم يخطر على بال "الألمعي" فقيهنا و أمثاله أن يوسف و هو يتحدث على وشك أن يحكموا فلسطين كان يتحدث من وقائع تجري على قدمين و بصخب بتوجيه من الصهيونية العالمية و بتمويل الوكالة اليهودية التي كان من مراكزها فاس ، يوسف كان كثير الأبناء ، يبقى معه في المدشر فقط الاناث العانسات أما الذكور فكانوا مجندين فيما قبل في الجيش الاسباني في مليلية و الذين تحركوا سريعا نحو فلسطين في إطار عصابات الهاغانا قبل رحيل أبيهم و إخوانهم الذين لم بجد أهل المدشر لهم أثرا ذات صباح و كان الأرض ابتلعتهم ، كان هناك أيضا يعقوب الأرمل ذو البغلة الزرقاء الجبارة ، يعقور غريب الأطوار لا يتحدث كثيرا مع أهل المدشر ، هو أيضا كان له إبن في الجيش الاسباني و يقال أنه كان متطرفا للغاية انخرط في عصابات الهاكانا مبكرا .
هذه القصة عبارة عن فلاش يتكرر دوما و سيبقى يتكرر إن لم نتجاوز فقيهنا "الألمعي" و سلطته التي خولتها له سلطة عميلة للاستعمار و الصهيونية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق