جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

رسالتي إلى ولدي عمر لليوم الخمسين بعد المئة من الاعتقال التعسفي.

 رسالتي إلى ولدي عمر لليوم الخمسين بعد المئة من الاعتقال التعسفي.

تحية الصمود أيها الغالي.
أغلب النقاشات التي نخوضها في هذه الأيام مع فاعلين سياسيين وحقوقيين ومدنيين ومواطنين عاديين، تتجه نحو حقيقة واحدة : وهي أننا نعيش الآن تحت ظل استبداد سياسي يدفع الأحزاب وحتى المصنوعة، من أجل واجهة ديمقراطية بدون ديمقراطية، تُخفي خلفها نظاماً يُغَيِّب الجميع ويحتكر الوطنَ وخيراتِه لرجاله وخدامه.
وأن من انتقد هذه الحقيقة هو ليس وطنياً ويتم تخوينه ويتعرض لهجوم من طرف الجيوش الجديدة المكونة من الذباب المخزني.
وقد يتعرض للمحاكمة وللاعتقال.
كيف نقبل هذا الواقع بعد كل التضحيات الجسيمة التي قدمها الوطنيون المغاربة من حياتهم وعيشهم من أجل لحظة ديمقراطية لاحت علاماتها ذات سنوات اعتبرناها تدشيناً لبداية الانتقال إلى دولة حديثة تقطع مع العهد القديم؟
كيف نقبل بهذا الواقع الذي تتعرض فيه المكتسبات وكل التضحيات إلى الإعدام العلني ؟
أليس هناك قوى سياسية قادرة على حماية مكتسباتها وإخراج المغرب من هذه المرحلة؟
بعض الأصدقاء ذهب بعيداً وقال إن ما نعيشه اليوم يشبه تماماً حالة الحكم الشمولي.
ويتساءل ، ما دام لم يعد للأحزاب دور في الحكم وحتى وهي تشكل الحكومة والبرلمان، وحتى التنظيم النقابي أصبح في خطر وكل الحريات والحقوق أصبحت تتعرض لردة كبيرة، من الأحسن أن تحل نفسها احتجاجاً، ما دامت السلطة الحاكمة، عندما حصنت نفسها من كل تغيير لم تعد في حاجة إلى الأحزاب الديمقراطية والنقابات والجمعيات والصحافيين وأغلقت المجال السياسي.
قلت له هذه عدمية ويأس أن تنسحب الأحزاب من الساحة السياسية وأن الأمور لم تصل إلى هذه الدرجة التي تجعلنا نترك الساحة لقوى الاستبداد.
رد وقال: هذه ليست عدمية ويأس وإنما واقعية سياسية تُخرجنا من دائرة المخزن في استعمالنا من أجل استبداده لنا بإسمنا.
على الأقل دعونا نغادر منطق السلطة لنفكر بعيداً عنها.
تصوروا درجةً كهذه لو تمكنت من الجميع وهي ربما حاصلة في حالتنا.
وانتظروا عصر الخوف واليأس.
لكن الأمل الذي دفعك يا ولدي ودفع عدداً كبيراً من الأوفياء للوطن سيكون له الكلمة الأخيرة.
سلامتك من اليأس والخوف أيها المتفائل.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *