جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

رسالتي إلى ولدي عمر لليوم الثالث والأربعين بعد المئة من الاعتقال التعسفي.

 رسالتي إلى ولدي عمر لليوم الثالث والأربعين بعد المئة من الاعتقال التعسفي.

تحية الحرية أيها الصامد.
أحياناً يأخذنا الاستغراب والذهول ونحن نرى السلطات تُكرر نفس الأساليب التي أدت إلى نتائج وخيمة على البلد في جميع القطاعات:
لم تعد لنا مدرسة كما كانت وكما كنا ننتظر.
وانهارت الخدمة الصحية تماماً بشهادة المخزن نفسه.
وانتشرت البطالة في صفوف الشباب حيث تراكمت أفواج المتخرجين .
وانتشرت هوامش الفقر والهشاشة وانعدام الشغل.
هذه فقط عناوين لما تَمَكّن النموذج التنموي المخزني من إفرازه.
دون أن نتكلم عن الحريات وعن ضحايا القمع في صفوف المعارضين لهذا النموذج.
كل هذا لم يكن كافياً للمخزن لكي لا يكرر نفس الأساليب، لكنه يصر ويبالغ في الإصرار على التكرار باغتيال الانتقال إلى التدبير الديمقراطي للبلاد.
ونحن نعلم أننا لا يمكن أن نحصل على نتائج مختلفة إذا كنا نكرر نفس التجارب كل مرة.
وفي مجال التنمية وتدبير الشأن العام لا نحصل على نفس النتائج فقط وإنما على نتائج أخطر، لأن كل المؤشرات تتغير ووتتفاقم وتتزايد مطالب السكان وحاجياتهم.
قد نفهم أن بعض الدول تطحنها الحروب والعقوبات الاقتصادية والحصار والبعض الآخر لا يطحنها إلا الفساد في كل شيء ، وهذه حالتنا، فالفساد من أشد الحروب على التنمية والعدالة الاجتماعية.
نحن نكرر نفس السياسات التي لم تُنتج إلا الفساد، إلى أن أصبح القضاء عليه غير ممكن بدون رحيل من يهندسه : رحيل المخزن هو الحل.
ولقد حان الوقت، ورغماً عن المخزن ، أن ننتقل إلى نظام سياسي يربط المسؤولية بالمحاسبة.
محاسبة المسؤول السياسي على دوره في السياسات العمومية وحماية المال العام من الاختلالات والتبدير.
ولا يمكن أن نقبل أن يكون فوق المحاسبة من يتصرف في قطاع مهم من قطاعات الوطن.
ومن يسعى إلى المسؤولية عليه أن ينتظر المحاسبة.
دون الانتقال إلى هذه المرحلة، سنكرر نفس السياسة، لكن ستكون النتائج فعلاً مختلفةً هذه المرة ، لأنها ستكون وخيمة على الوطن أكثر مما هي عليه الآن.
ومن غير المفهوم أن يتخذ هذا النموذج الفاشل شكلاً قمعياً في مواجهة حراكات اجتماعية سلمية وانتقادات سياسية أقل ما يقال عنها أنها رخوة من طرف الأحزاب الديمقراطية، التي وجدت نفسها لا تجد أمامها محاوراً سياسياً من جهة الحكم.
لن نتوقف عن الجهر بهذه الحقيقة لأنها حقيقية، ولن نقبل اتهامنا بنشر اليأس والسوداوية عوض فتح نقاش عمومي اقتراحي وانفراج سياسي بإطلاق سراح كل معتقلي الرأي والإصغاء إلى صوت الشباب ، بوضع حد لهذا الاحتقان الذي عمّر طويلا وخنق كل الأصوات الحرة.
دون ذلك فلننتظر الخراب.
ليلتك سعيدة ياولدي وسلامي لسليمان والحرية لجميع المعتقلين.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *