جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

رسالتي إلى ولدي عمر لليوم الاربعين بعد المئة من الاعتقال التعسفي.

 رسالتي إلى ولدي عمر لليوم الاربعين بعد المئة من الاعتقال التعسفي.

سلامتك ياولدي من العزلة.
في بداية الثمانينات، عندما كان للثقافة مفعول المغناطيس على جيلنا، كنا في كل أسبوع نستمتع بمشاهدة شريط سينمائي نوعي وجاد أو نحضر مسرحية بمسرح محمد الخامس، وما زلت أذكر مسرحية " العنكبوت" من المسرح الفردي.
كان هذا إدماننا.
ذات يوم كنا في قاعة الفن السابع بالرباط نشاهد الشريط المغربي " حلاق درب الفقراء".
وفي عتمة القاعة أحسست بهمس من رجل يجلس بجانبي يسألني عن معنى " المخزن".
التفت إليه وكأنني أمام استاذي يستظهرني إحدى الدروس. تاملت في ملامحه فإذا بي أجده يشبه سكان آسيا: صيني أو ياباني....
كانت كلمة "المخزن" تتردد في الشريط، لأن دور ممثل هذا المخزن "لمقدم" كان يتمتع بنفوذ قوي على سكان درب الفقراء وعلى حلاقه.
في داخلي كنت أعرف المخزن، لكنني لم أكن املك اللغة التي تسعفني في نقل مفهومه إلى غير المغاربة. أعرف المخزن جيداً، لكنني فشلت في الجواب والرجل لا يثقن من لغتنا إلا ما يُسعفه في التواصل مع المغاربة.
فيما بعد أخذ هذا السؤال يشغلني عن ماهية المخزن، لأن هذه الكلمة كانت تحمل الخوف والبطش من لمقدم والشيخ والقائد والباشا والعامل والوالي إلى وزير الداخلية.
وقد ارتقى هذا المفهوم إلى الحزب السري والدولة العميقة ثم التماسيح والعفاريت.
هذه المرادفات للمخزن سكَّتها الأحزاب السياسية عندما كان رجال المخزن يعرقلون عملها فيزورون الانتخابات ويشوشون على عملها ولو في الحكومة.
والحقيقة أن المخزن دولة فوق الدولة الفيترينا التي اعتقدنا أننا ننتقل إليها تحت شعار الانتقال الديمقراطي .
وما نعيشه اليوم من اغتيال للسياسة والصحافة أصبحنا وجهاً لوجه أمام دولة المخزن واختفت كل المساحات التي جعلتنا نحلم بدولة تقوم على الدستور والقانون وتقع تحت مبدا ربط المسؤولية بالمحاسبة.
وعندما يُجيش المخزن ضحاياه من الفقراء والمعدمين ليرقصوا ويغنوا أمام البرلمان لشيئ لا يعلمونه ويمنع القوى الديمقراطية من التعبير أمام نفس البرلمان، نفهم أن الدولة لم تعد في حاجة إلى هؤلاء ولو بالمشاركة في الانتخابات.
لقد أصبح المخزن دولة وحيدة وواحدة ولك الله ياوطني.
أنت الآن ياولدي بريئ بشهادة المخزن نفسه لأنه يستهدف الأبرياء وقمع الشرفاء.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *