جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

رسالتي إلى ولدي عمر لليوم الرابع الخمسين بعد المئة من الاعتقال التعسفي.

 رسالتي إلى ولدي عمر لليوم الرابع الخمسين بعد المئة من الاعتقال التعسفي.

سلامتك من هذا المناخ .
ويستمر مسلسل الاعتقالات في الوقت الذي كنا ننتظر انفراجاً أمام نداءات المجتمع السياسي والحقوقي والمنظمات الدولية.
تم اعتقال الأستاذ المعطي منجب من مطعم بالرباط ووضعه في سجن العرجات بعد عرضه على النيابة العامة.
ولحد الآن لا نعرف بالضبط طبيعة التهمة الموجهة إليه ومتابعته في حالة اعتقال، وهو الذي كان يستجيب للاستدعاءات المتكررة من طرف الشرطة القضائية، بل كان يغادر الوطن كباحث ويعود دائماً إلى الوطن. وكان بإمكانه عدم الرجوع كما فعل عدد من المضطهدين .
متابعته في حالة اعتقال تنضاف إلى الاعتقال التعسفي الذي تم في حقك ياعمر وفي حق سليمان الريسوني.
وهناك عدد مهم من الفاسدين وناهبي المال العام بالملايير، وتتابعهم محاكم المملكة في حالة سراح وأحياناً لا يحضرون للمحكمة، ويمكن لهم مغادرة البلاد والالتحاق وأموالهم التي هربوها ووضعوها في جنات ضريبية.
وباعتقاله تنضاف حلقة أخرى من حلقات التضييق على الحريات.
لا أحد من السياسيين والمطلعين على مطبخ المخزن قادر على فهم ما يتم ترتيبه للبلاد. أما نحن فلا نرى إلا مغامرة أمنية تسعى إلى جعل المغرب أرضاً محروقة بدون حقوق ولا حريات للنشطاء السياسيين والمعارضين.
يضيق المجال السياسي ويشتد الخناق حول أعناق المواطنين وخصوصاً الفاعلين السياسيين.
كنا إلى وقت قريب نعتقد أن هذه المقاربة أصابت المغرب في سمعته الحقوقية وأنها وصلت إلى مداها ولم تحقق أهدافها. وأنه ستحل الحكمة محل المغامرة بصورة الوطن ونفتح صفحة جديدة.
لكن صفحة قمع الحريات، يبدو أنها ستبقى مفتوحة في السنة التي ستحل علينا.
عندما يتم خنق الفاعلين السياسيين ومحاكمتهم عندما يجرؤون على فضح فساد الدولة وانتشار الافتراس العقاري والمالي وانتشار الظلم الاجتماعي والفقر وكل مظاهر الهشاشة الاجتماعية، تستعر نار الجوعى والفقراء من الجهة التي لا يمكن التحكم فيها وإخمادها.
هل هذه المقاربة الأمنية تعتبر نموذجاً تنموياً ؟ هي فعلاً نموذج تنموي لخدام الدولة واستقرارهم.
هل يعتقدون أن حماية عُشُرِ سكان المغرب وريعهم وثرواتهم تُحقق استقرارَهم؟
لا يتحقق الاستقرار بدون استقرار الشعب والاطمئنان على تعليمه وصحته وشغله وسكنه.
أنا حزين ياولدي ويشتد خوفي على البلد مما يُرتب له كما نخاف على مستقبل شبابنا الذين أصبح نشطاؤهم ينتظرون دورهم في الاعتقال إن غضبوا أو عبروا عن غضبهم أو قاموا بدورهم كفاعلين حقوقيين وسياسيين.
عدد من النشطاء انسحبوا من الساحة الإعلامية وأصبحوا مضطرين لوضع عملهم تحت الرقابة الذاتية خوفاً.
وفي المقابل هناك أحرار لم تزدهم هذه المقاربة إلا إصراراً على الاستمرار والصمود في وجه هذه المقاربة.
وأنت واحد من هؤلاء.
تحية لصمودك أيها الولد الرائع وسلامي لسليمان والحرية لجميع المعتقلين.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *