جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

رسالتي إلى ولدي عمر لليوم الواحد والثمانين بعد المئة من الاعتقال التعسفي .

 رسالتي إلى ولدي عمر لليوم الواحد والثمانين بعد المئة من الاعتقال التعسفي .

سلامتك ياولدي من الفصيلات المهجنة.
قامت الدولة في العقد الأخير بإنتاج فصيلة جديدة هجينة في مختبراتها السرية جداً، قطيعاً من الصحافيين والمحامين شُحنوا حتى التخمة، وراحوا يُفرزون السم ويحقنونه في سيرة المناضلين والمعارضين من صحافيين وحقوقيين ومدونين ونشطاء اجتماعيين وفنانين، تشهيراً وقدفاً وتهديداً لحياتهم الشخصية.
والدافع مال عام يُوزع على هؤلاء يميناً وشمالاً دون رقيب أو حسيب والتغطية على جرائمهم من المتابعة القضائية.
ومنذ أن مررت السلطة قانون الإرهاب، استبدت المقاربة الأمنية وسلطة الادعاء وتراجَع دور الدفاع والجمعيات الحقوقية تحت قصف المخزن الذي حجر على استقلال القضاء الذي لم يرحم بعض المحامين من المتابعة والسجن ، مما شكل رسالة إلى أسرة الدفاع التي كانت في وقت مضى الذرع الحامي لحقوق اامواطنين.
لكن جنود الدفاع الذين أقسموا على عدم تخليهم عن المظلومين ما زالوا في الواجهة.
وها نحن نرى نتائج هذه المقاربة في صنع فصيلة هجينة تلتحق بجهة الادعاء العمومي وتتماهى معها في توجيه التهم على المواقع الاجتماعية قبل أن ينظر فيها قضاء التحقيق.
وقبلها تتكلف فصيلة هجينة أخرى بتهييئ الراي العام بنشر الأكاذيب والتشهير بالمعارضين والصحافيين المستقلين والنشطاء الاجتماعيين.
تقوم بهذا العمل الشنيع الذي يجرمه القانون، أمام النيابة العامة، في الوقت الذي يصدر الوكلاء العامون بلاغات تبرر بها اعتقال الصحافيين بمبررات غير مقنعة ولا تستوجب الوضع في حالة الاعتقال الاحتياطي.
تصوروا دولة تتطلع إلى الاعتراف الدولي بإشعاعها التاريخي وبإنجازاتها التنموية واحترام التزاماتها الدولية الحقوقية، تعتمد على فصائل هجينة تلهث وراء فتات من المال العام والريع، لتنشر الاكاذيب والتضليل وتتحرش بنخب المجتمع من مثقفين وجامعيين وحقوقيين وصحافيين ونشطاء اجتماعيين : دولة كهذه مصيرها الفشل، يفترسها الفساد والرشوة وانتشار الفقر والتخلف الاقتصادي، وهذه أعراض الدولة المريضة.
ولقد حان الوقت لكي ينتبه الحكام الفعليون إلى هذه الأعراض التي تهدد الدولة في استقرارها، وعليهم أن يستحضروا الحكمة بدل المغامرة الأمنية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
إلى ذلك الحين ياولدي، ليلتك دافئة وسلامي لصديقيك سليمان والمعطي منجب والحرية لجميع المعتقلين.
وكل التضامن مع معتقلي الريف في محنتهم مع الانتقام..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *