جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

رسالتي إلى ولدي عمر لليوم الثاني والثمانين بعد المئة من الاعتقال التعسفي.

 رسالتي إلى ولدي عمر لليوم الثاني والثمانين بعد المئة من الاعتقال التعسفي.

سلامتك ياولدي من طول مدة الأسر.
كيف نستطيع أن نجدَ سبيلاً للاطمئنان والثقة في الوطن وهو ينسحب من تحت أقدامنا ويُسلب منا، فنَتحوَّلُ إلى مجرد لاجئين نتسول حقوقنا من الذين يُفترض فيهم حمايتها وضمانها وحفظ كرامة المواطنين وتحقيق عيشهم ولو في الحد الأدنى؟
ترتفع أصوات المواطنين غضباً على المسؤوليين والسياسيين بشكل عام ويتوعدونهم بمقاطعتهم وعدم السماح لهم بالاقتراب من أحيائهم خلال الانتخابات المقبلة.
نسمع هذه الأصوات في الحافلات وسيارات النقل العمومي والمقاهي وفي اللايفات اليوتوبية وفي كل مكان.
وهذه قمة العزوف الذي لن يزيد إلا تأزيماً للوضع السياسي في البلاد الذي ينتج عنه تأزيم الوضع الاجتماعي واتساع دائرة الفقر والاستبداد والفساد.
إنها سياسة زرع اليأس وعدم الثقة والنفاق السياسي.
وهي فعلاً عملية مدروسة لعزل المواطنين عن الاهتمام بالشؤون العامة للبلد والمشاركة السياسية ليستمر الاستبداد السياسي والافتراس الاقتصادي من طرف طبقة احتكرت الوطن وخيراتِه ونشرت القمع ضد نخب المجتمع من سياسيين وحقوقيين وصحافيين من أجل تكميم أفواههم ودفنهم بالسجون.
وهذا هو الفشل في الانتقال الديمقراطي الذي لم ينطلق قطاره بعد رغم كل الانتخابات التي جرت في المغرب، ولم تنجح في إقناع المواطنين بجدواها ما دامت المؤسسات المنتخبة لا تمارس مهامها وتنفيذ برامجها باستقلالية عن الدولة العميقة.
يصبح المنتخَب مجرد موظف يجد نفسه في محيط فاسد سرعان ما يرتمي في أحضانه ليغرف ما استطاع.
ومع الردة الحقوقية الجاثمة على صدورنا، وانتشار الفساد على عينيك آبن عدي، يزداد اقتناع المواطنين أن المنتخَبين لا سلطة لهم أمام المخزن ولا يستطيعون حماية أنفسهم حتى يحموا حقوق المواطنين من الانتهاكات.
ترى كيف ينتظر المغاربة الانتخابات المقبلة؟ وهل ينتظرونها فعلاً؟
أكيد أنها ستمر كما مرت سابقاتها، وربما أسوأ منها، نظراً لما عاشه المغاربة منذ عشر سنوات من انتهاكات حقوقية وصعوبات في عيشهم، وبعد أن تصوروا أنها ستكون مختلفة لكونها حصلت بعد حراك 20 فبراير.
إلا أن الأمر لم يخرج عن تكرارٍ لنموذج فاشل ديمقراطياً، لم ينعكس إيجاباً على حياة المواطنين في حرياتهم وكرامتهم وعيشهم.
وجاء حراك الريف ليَنسِفَ كل الآمال ويغلق كل الأبواب نحو مجتمع الكرامة والعدالة الاجتماعية.
كان اختباراً للسلطوية سقطت فيه وما زالت تسقط كل يوم. وها هي فقدت أعصابها مع معتقلي الريف وراحت تعرضهم للتنكيل ولخطر الموت نتيجة الإضراب المفتوح عن الطعام.
هل من مزيد ؟ لقد اكتفينا .
هذه أزمة سياسية لن يعالجها إلا تغيير في النظام السياسي. وهذا الدور من مهام كل القوى الحية التي عليها أن تلتحم بالمواطنين في جبهة عريضة حول برنامج حد أدنى عنوانه إسقاط الفساد والاستبداد.
إلى ذلك الحين ليلتك سعيدة ياولدي وسلامي لسليمان والأستاذ المعطي منجب والحرية لجميع المعتقلين.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *