جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

رسالتي إلى ولدي عمر لليوم الرابع والثمانين بعد المئة من الاعتقال التعسفي.

 رسالتي إلى ولدي عمر لليوم الرابع والثمانين بعد المئة من الاعتقال التعسفي.

قبلاتي وقبلات فتيحة.
"الدولة الديمقراطية تتكلم عن السياسة قليلاً، ولكنها تمارسها كثيراً . أما عندنا فالحاصل هو العكس" عبدالله العروي.
صدق العروي، وما يعزز كلامه هو قوة ومكانة البوليس السياسي، الذي احتل جميع مفاصل الدولة وعطل كل المؤسسات المنتخبة أما المؤسسات الإدارية والمعينة فهي في خدمته.
لو كان البلد ديمقراطياً لما كانت لناحاجة للبوليس السياسي، لأن الديمقراطية تحقق الاستقرار وتُحصن البلد من كل أنواع المخاطر الداخلية منها والخارجية.
وعندما تغيب الديمقراطية، يصبح البلد تحت رحمة من زادت ثروته بالريع والفساد، ويصبح الفساد أسلوبَ حكم تجب حمايته وقمع كل من يقترب منه ومن أصحابه.
وهذه حالتنا.
إن الحكم بالسجن النافذ والغرامة الصادر أخيراً في حق ثلاثة صحافيين استقصائيين دفعة واحدة، وبالغرامة وفي حق صحافية وهم:
_ الأستاذ الباحث والحقوقي والصحافي المعطي منجب.
_ الصحافي هشام المنصوري.
_ الصحافي صمد أيت عيشة.
حوكم كل هؤلاء بتهمة المس بالأمن الداخلي للمغرب.
كل هؤلاء خاضوا ذات سنة تجربة شجاعة في تكوين جمعية تعنى بصحافة التحقيق AMJI .
تعرضت هذه الجمعية للمنع وتعرض مؤسسوها للقمع منذ 2015 .
كان هدف هؤلاء هو تكوين صحافيين في مجال الاستقصاء حول مظاهر الفساد بالأساس، وهو ما يسميه الادعاء العام "بالمس بسلامة الدولة الداخلي"، ويتخذ مفهوم "الدولة" معنى" التحالف الطبقي الحاكم ".
وبالتالي فإن "المس بالأمن الداخلي للدولة" يصبح عند السلطوية هو "المس بفساد التحالف الطبقي الحاكم"، أما "الدولة" فتشملنا جميعاً وهي ضحية افتراس التحالف الطبقي الحاكم.
ولقد أصبح الفساد ظاهرة مزمنة حسب التقرير الاخير ل" ترانسبارانسي".
وتستمر السلطوية في استهداف الصحافيين المستقلين بالتحرش والتشهير وانتهاءً بالمحاكمات والاعتقال.
هذه حرب مفتوحة بين الفساد ورجاله وصحافة التحقيق، ولا علاقة لها بالمس بأمن الدولة.
لأن أمن الدولة يتحقق باحترام حقوق الإنسان وصونها وتحقيق العدالة الاجتماعية والانتقال إلى الدولة الوطنية الديمقراطية، وقبل ذلك يجب محاسبة ومحاكمة الفاسدين ومهربي الأموال وبارونات المخدرات في دائرة السلطة.
تقوم السلطوية بالقضاء النهائي على الصحافة المستقلة وتعوضها بصحافة مطبلة وتافهة مقابل الملايين من المال العام.
لقد اقترب المغرب من أن يصبح دولة بصوت واحد فقط، صوت السلطوية.
لكن هذا وضع شاذ يحمل في مفاصله أسباب سقوطه وفشله، لأنه يؤزم أوضاع البلاد ويصيب المواطنين في حقوقهم الأساسية وعيشهم ومستقبل أبنائهم والأجيال القادمة.
إلى ذلك الحين ليلتك سعيدة ياولدي وسلامي لسليمان والأستاذ المعطي منجب والحرية لجميع المعتقلين.
وكل التضامن مع معتقلي الريف في محنتهم وخوفي على حياة نبيل أحمجيق وهو يخوض إضراباً مفتوحاً عن الطعام والماء لليوم الثامن.
AMJI: Association marocaine du journalisme d'investigation



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *