جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

رسالتي إلى ولدي عمر لليوم الخامس والثمانين بعد المئة من الاعتقال التعسفي.

 رسالتي إلى ولدي عمر لليوم الخامس والثمانين بعد المئة من الاعتقال التعسفي.

تحية لصمودك ياولدي.
ونحن نعيش ظرفاً بئيساً يشد على أنفاسنا، يأتينا خبر مفرح برفع معتقلي الريف إضرابهم وإعادة تجميعهم من جديد في سجن طنجة. نشعر بنشوة الانتصار في معركة شديدة على قوى الانتقام والضغينة.
هنيئاً لفرسان الريف على انتصارهم والآتي سيكون حريةً مطلقةً ونهايةً لكابوس قض مضجعنا طويلاً، عاشه الريف بكل مرارة لكن بشجاعة قل نظيرها.
أود في رسالتي هذه إلى ولدي وحبيبي الغالي عمر، المعتقل ظلماً وعدواناً في قضيةٍ تُدِينُ من حرَّكها قبل أن تُدينَه.
أريد أن اتوجه من خلال هذه الرسالة إلى الجسم السياسي بالمغرب يساره ويمينه لأقول لهم إن هذه المقاربة الأمنية تضعهم جميعهم في سلة الإهمال السياسي والتجاهل بل الاستعمال المخزني.
فلا اليمين أصبح يميناً بالمعنى السياسي لليمين ولا اليسار سَلِم من هذه المقاربة وحقَّق مساحة ولو صغيرة في الصراع السياسي بفعل هذه المقاربة المخزنية.
إنها معركة الجميع.
اليوم أصبح لازماً على كل الاتجاهات السياسية أن تحافظ على كرامتها وأن تفرض وجودها في جو من الصراع السياسي بأخلاق ونزاهة بعيداً على النصب والاحتيال على المواطنين.
معركة تطهير المناخ السياسي هي مهمة كل من يدعي تمثيل المواطنين.
لقد حان الوقت أن يُحقِّق السياسي احترامَ المواطنين للمؤسسات المنتخبة من برلمان وحكومة وجماعات محلية التي لم تحض ولن تحضى بالاحترام الواجب ما دامت تتم تحت مناخ فاسد وتتوج الفاسدين وبصناعة الداخلية وتوجيهها.
أكيد ان هناك حركة سياسية مغربية مهما كان تقييم المواطنين لها ،ورغم تدجين أغلبها، إلا أن هناك من لا يرضى بالواقع السياسي الذي عمر طويلاً وانطبع بالفساد، وترغب في ممارسة سياسية سليمة تؤدي إلى مناخ ديمقراطي ولو في حده الأدنى.
وعلى هذه الحركات السياسية أن توجه رسالة قوية إلى الحاكم الفعلي مفادها أن قبضة الأمن السياسي على شؤون الوطن تعرقل كل تطور ديمقراطي وتغرقه في بركة من الأزمات.
كما أن الانتخابات في ظل هذا الوضع الذي يتسم بالقمع العام للحريات وإعدام حقوق الإنسان لن تضيف شيئاً إلى الوضع التنموي للوطن بل ستؤزمه إن هي مرت في نفس الظروف.
بل ستمر في أسوئها ونحن تحت رحمة البوليس السياسي.
كما أن عزوف المواطنين سيكون أكبر هذه المرة نظراً للوضع الأمني بالبلاد الذي جعل من المشاركة السياسية أمراً لا قيمة له وذلك بقمع واعتقال الفاعلين السياسيين والحقوقيين والصحافيين.
كيف ستخوض الأحزاب السياسية المغربية (المفترض فيها أنها فعلاً أحزاب سياسية)، الانتخابات في ظل وضع لا يحترم كرامتها؟
أتكلم عن الأحزاب السياسية وليس الأحزاب الإدارية أو التي تمخزنت بفعل المقاربة الأمنية والريع السياسي.
إلى تحقيق ذلك الحلم الديمقراطي ليلتك سعيدة ياحبيبي وسلامي لسليمان و للأستاذ المعطي والحرية لجميع المعتقلين.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *