جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

رسالتي إلى ولدي عمر لليوم السابع والستين بعد المئة من الاعتقال التعسفي.

رسالتي إلى ولدي عمر لليوم السابع والستين بعد المئة من الاعتقال التعسفي.
سلامتك ياولدي من اغتيال الأمل.
لقد تمكن اليأس من المغاربة وأصاب الإحباط حتى نخبهم السياسية التي عايشت كل التحولات وتدرَّجت في مراجعة مواقفها من النظام السياسي، من محاولة إسقاطه إلى المشاركة السياسية المعتدلة لأغلب التنظيمات اليسارية.
ولقد استمر النظام في التوجُّس من كل التنظيمات اليسارية رغم مراجعاتها وراح بستهدفها بالاختراق والتلغيم وتزوير نتائج الانتخابات التي تحققها.
ومنذ نهاية السبعينات تستمر هذه المقاربة في إضعاف التنظيمات السياسية والنقابية والحقوقية بشتى الوسائل كالقمع والاختراق بزرع مريديه ليحتلوا مواقع قيادية في هذه التنظيمات التي أصبح بعضها عراباً وطبالاً للمخزن كما حصل بإجماع أحزاب الحكومة باتهام حراك الريف بالانفصال سنة 2017.
وها نحن أمام لحظة من أشد اللحظات السياسية يأساً من أي شكل من التغيير السياسي رغم تضحيات كبيرة قدمتها نخبة من الوطنيين الذين استرخصوا حياتهم ومستقبل أبنائهم من أجل وطن للجميع وليس لطبقة استحودت على خيرات البر والبحر والجو وتسببت في تأخر المغرب اقتصادياً واجتماعياً وجعلت المنظمات الدولية ترتبه ضمن جمهوريات الموز.
ونحن على باب انتخابات 2021 ، ما هو الرهان لكي تشكل محطة ديمقراطية حقيقية في غياب أي نقاش عمومي حولها وكأنها لن تنظَّم في وقتها، وهو ما يمكن أن نعتبره تجاهلاً لهذه المحطة وأن الرسالة التي يبثها المخزن للشعب ألا يعول عليها من أجل الانتقال الديمقراطي الفعلي.
لقد سارت كل المحاولات لإصلاح سياسي إلى الفشل ولن تنفع الانتخابات المقبلة فيما فشلت فيه كل الانتخابات السابقة.
لقد شاركت في الحملات الانتخابية منذ 1976، وكنا نزهو بزخم شعبي من مشاركة المواطنين والناخبين كانت تنتهي كلها بتزوير مباشر في نتائجها وكان استقبال المواطنين لنا يزيد من حماسنا.
واليوم وصلنا إلى رفض المواطنين للانتخابات ومن يدعو إليها.
وحتى أنا أصبحت غير قادر على المواجهة والخروج إلى المواطنين لدعوتهم إلى التسجيل فما بالك بدعوتهم إلى التصويت.
حقيقة إنه لأمر صعب بعد اغتيال السياسة والأحزاب والنقابات وكل نخب المجتمع الفاعلة.
في غياب نقاش عمومي مفتوح على وسائل الإعلام الرسمية التي لها تفويض رسمي من الدولة وإسكات أبواق التفاهة والتضليل ومواقع التشهير التي تحرضها الأجهزة الأمنية على نخب المجتمع، لن ننتقل إلى الديمقراطية بل إلى الاستبداد بقيادة الإعلام التافه والمطبل.
هو اليأس والإحباط وفقدان الأمل في مستقبل يُخلصنا من البؤس والبطش والاستبداد والسخافة والتخلف.
ليس هناك بديل آخر سوى إنصاف الأصوات الحرة من مناضلين ومثقفين وجامعيين وعمال وطلبة وكل نخب المجتمع المفكرة والمنتجة وتبويئهم مكانتهم للمساهمة في بناء وطن للجميع، ووضع حد لظاهرة الاعتقال السياسي.
إلى ذلك الحين ليلتك سعيدة ياولدي وسلامي لسليمان والأستاذ المعطي منجب والحرية لجميع المعتقلين.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *