جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

رسالتي إلى ولدي عمر لليوم السابع والثمانين بعد المئة من الاعتقال التعسفي.

 رسالتي إلى ولدي عمر لليوم السابع والثمانين بعد المئة من الاعتقال التعسفي.

مساؤك سعيد ياولدي.
يخيم علينا في هذه الأثناء جو يغلب فيه التشاؤم على التفاؤل بمستقبل المغرب الذي لا يملك أن يحدد، لا المثقف ولا السياسي ولا الأكاديمي في الدراسات القانونية والعلوم السياسية، وجهتَه المقبلة.
إنه الغموض الذي غاص فيه الواقع السياسي عميقاً حتى أننا لم نعد نميز الخيط الأبيض من الخيط الأسود.
وفي أغلب النقاشات التي يفرضها علينا هذا الواقع بين الأصدقاء والرفاق تتفرع الآراء إلى قسمين: قسم، وهو الأكثر، يرى أن المغرب ينهج سلطوية مطلقة وسيستمر في تجفيف كل مساحات الحريات وحقوق الإنسان بعد أن جفف الفضاء السياسي والنقابي والحقوقي وقضى على كل الوسائط التي كان لها دور في فرملة غلو السلطوية.
وقِسم له رأي آخر ويرى أن هذ النهج السلطوي لا يملك عناصر استمراره ويحمل تناقضاتِه في سلوك خبراء هذه السلطوية.
كما أن المغرب مر من تجربة مريرة سنوات الرصاص والقمع الدموي، انتهت بجلسات استماع عمومية كانت بمثابة اعتراف النظام بجرائمه وعوَّض ضحاياه وأنشأ هيئة للإنصاف والمصالحة من أجل عدم التكرار.
ما يحصل اليوم من استهداف للمعارضين من سياسيين وصحافيين ومدونين ونشطاء اجتماعيين من قمع ومحاكمات صورية هو تكرار لما مضى، لكنه تكرار بنسخة مشوهة.
بين الموقفين نجد أنفسنا في وضع متشائل يختلط فيه الأمل بالألم ولا نعرف متى يلوح الأول ومتى ينتهي الثاني.
أما أنا، ونظراً لأن ولدي معتقل تعسفياً وتهمه مجرد شبهة لم تقنع أحداً، أميل إلى تفاؤل حذر ويتجه ذهني رغماً عني إلى وجهة الأمل بمستقبل بدون اعتقال سياسي، ويعود ولدي إلى أحضاننا كما جميع المعتقلين.
ومن الناحية السياسية والاجتماعية هناك مقاومة تحت رماد هذه المنهجية السلطوية وتَعِدُ برد فعل تلقائي وطبيعي عندما يشتد الظلم والفقر وينتشر الفساد والتغول والافتراس الاقتصادي والعقاري، وتضيع حقوق المواطنين.
سينتهي هذا الواقع إلى ما انتهى إليه سابقُه، وسينتصر الأمل على الألم وتعود ياولدي إلى أحضاننا مهما طال اعتقالك .
إلى ذلك الحين ليلتك سعيدة ياولدي وسلامي لسليمان والأستاذ المعطي منجب والحرية لجميع المعتقلين.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *