رسالتي إلى ولدي عمر لليوم السادس والثمانين بعد المئة من الاعتقال التعسفي.
رسالتي إلى ولدي عمر لليوم السادس والثمانين بعد المئة من الاعتقال التعسفي.
تحية الحرية أيها الغالي.
بدأنا نشعر بعد تحقيق انتصار ولو نسبي بفضل صمود وتضحيات معتقلي الريف ، أن ريحاً جديدة محملة ببعض الآمال قد هبت على فضائنا الحقوقي الذي كاد يحجبه ضباب القمع والانتقام.
هذه مجرد قطرة في بحر من العسف والظلم نتمنى أن تتلوها قطرات العدل في حق جميع المعتقلين وفي حق الوطن.
إن ما يحدث منذ عقد من الزمن يذكرنا بالعقود التي سبقته بعد أن تم طي صفحة الماضي الأليم ولو بشكل لم يكتمل بعد، إلا أننا كنا على طريق الانفتاح الديمقراطي، إلى أن جاء من ينبهنا أننا نحلم فقط، وأننا مازلنا، ما دام التصالح لم يتم، تحت نفس السلطوية.
لا تتناسب هذه المنهجية في القمع والاستبداد ودرجة التضحيات الجسيمة التي قدمها الوطنيون من أجل وطن لجميع المغاربة.
وهذه قمة الشذوذ ومعاكسة منطق التاريخ.
إن المغرب كان عليه ، بفضل هذه التضحيات أن يحقق عدة طفرات في الانتقال إلى دولة الحقوق والعدالة عوض هذا النكوص الشاذ والاستبداد الذي أصبح من الماضي.
الحاضر اليوم هو حاضر الديمقراطية وحقوق الإنسان بكل أجيالها الكونية.
وكل من يشذ على هذا المنطق هو استبدادي وعليه ان ينتظر مقاومته بالشدة المطلوبة.
على القوى الحية مسؤولية مواجهة هذه السلطوية بالحزم المطلوب، وإلا لا معنى لوجودها في الساحة السياسية.
قد يُقال إن شروط هذه المهمة غير متوفرة وأن ميزان القوة يميل لصالح هذه السلطوية.
أقول لهؤلاء إن انتشار الظلم والفقر واستبداد طبقة مفترسة لخيرات البلاد ومتحكمة في جميع مؤسساته واستعمالها هو أبُ الشروط وسيدها لإنجاز الثورة من أجل التغيير السياسي.
إن إحداث ثقب في جدار جبروت المخزن يُعد فتحاً في إنجاز مطالب الشعب من عيش كريم ومساواة وعدالة وحماية اجتماعية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق