جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

رسالتي إلى ولدي عمر لليوم السابع والتسعين بعد المئة من الاعتقال التعسفي.

 رسالتي إلى ولدي عمر لليوم السابع والتسعين بعد المئة من الاعتقال التعسفي.

سلام التضامن ياعمر.
بقدر ما يحتضنك التضامن الشعبي الوطني والدولي ويحتضن زملاءك المعتقلين ورفاق المقاومة من معتقلي الرأي، بقدر ما يشتد سعار التحرش والإصرار على الانتقام من الأحرار.
هذا التضامن الذي أخرس أبواق الشر والتشهير والتحرش وكشف زيف التهم الملفقة للصحافيين المستقلين وعوارها وبوارها أمام الدوافع الحقيقية للسلطوية خلف متابعة الصحافيين بالقانون الجنائي ليتسنى لهم وضعهم خلف القضبان، عوض قانون الصحافة الذي لا يتضمن العقوبة السجنية.
هذا التضامن هو قيمة إنسانية وأخلاقية تعكس نبلَ المغاربة في المحن والكوارث، يحضرُ في المجتمع بين المواطنين ويغيب عند الحكومة والتحالف الطبقي الحاكم.
لقد عشنا في ظل الجائحة تعطش وجشع الحكومة والباطرونا في استغلال الحجر الصحي لتمرير قرارات مضرة بعيش وتعليم وصحة وشغل المواطنين.
واستغلت الباطرونا هذه الجائحة بالمضاربة وانتهاز الفرصة في تراكم الثروة التي زادت أكثر مما كانت لو لم تكن الجائحة.
اشتغل الفساد بكل أريحية وغابت المراقبة واشتغلت الصفقات المشبوهة في غياب تام للشفافية واشتعلت الأسعار في المصحات بعدما فشلت الصحة العمومية في استيعاب كل المرضى.
فقد الآلاف من المواطنين عملهم ومورد رزقهم ولم تلتفت إليهم الدولة لدعمهم، بل استمرت القوات العمومية في مطاردة الباعة المتجولين ومنعهم من ممارسة نشاطهم المعيشي الذي لا يكلف الدولة في شيئ بل يعفيها من أي مجهود في توفير سبل العيش للفقراء.
وفي المقابل راحت الحكومة تدعم بالملايين من الدراهم أنشطةً لا إضافة لها على عيش المواطنين وحمايتهم من الجوع.
هي فقط صحافة موالية للأجهزة لا يعرفها المواطنون ولا أحد يقرأ لها واختفاؤها لا يؤثر على حياة المواطنين، لكن دعمَها له مهمة الدفاع والبروباغاندا عن المقاربة الأمنية والتحرش والتشهير بالمعارضين والصحافيين.
إن دولةً لا تتضامن مع الشعب في محنه لا تستحق احترام هذا الشعب.
إن حكومةً لا تستطيع حماية المواطنين من هذه المقاربة الأمنية رغم أن الدستور يطوقها بهذه المهمة المصيرية هي حكومة متواطئة ضد الشعب ومصالحه.
لقد شيدت هذه المقاربة الأمنية جداراً سميكاً بين الشعب وبين من يُفترضُ فيهم خدمته .
وتقوم السلطوية بقمع واعتقال أحرار الوطن وفاضحي الفساد وزرع الخوف والفتنة بين المواطنين وتهديد استقرار البلد.
أنت ورفاقك المعتقلين شهود على مرحلة سياسية كئيبة وبئيسة في تاريخ بلدنا الحبيب.
ماذا سيدوِّنُ التاريخ عن هذه المرحلة التي ستُدينُها الأجيال المقبلة ولن تنفع معها هيئة إنصاف أخرى.
ليلتك هادئة ياولدي وسعيد لتضامنك مع من معك في الجناح 6.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *