جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

رسالتي إلى ولدي عمر لليوم الرابع عشر والمئتين من الاعتقال التعسفي.

 رسالتي إلى ولدي عمر لليوم الرابع عشر والمئتين من الاعتقال التعسفي.

تحية الحرية ياولدي.
لقد بدأت تطفو على السطح علامات فشل سياسي للحكومة بعدما احتلت السلطوية كل المساحات واتخذت من المقاربة الأمنية نموذجا لتسيير شؤون البلاد.
هذه نتيجة لعقد من الزمن السياسي الذي جر البلد إلى أزمة مركبة وبنيوية لم تتحقق خلاله ما كان من المفروض تحقيقه من درجات التنمية.
وهذا الأمر لا تصمد أمامه أرقام الإعلام العمومي المضلِّلَة والمطبِّلة بالمشاريع الخيالية التي صُرفت عليها الملايير ولا نرى لها أثراً على مستوى التنمية، وبعضها توقف نهائياً ولا من يشرح السبب للمواطنين.
تصنيف المغرب من حيث التنمية مخيف حيث يأتي خلف دول تعيش ظروفاً استثنائية ولا تتوفر على ما يتوفر عليه من ثروات طبيعية ومن إمكانيات كفيلة بوضع المغرب ضمن الدول التي تحقق نمواً اقتصادياً مهماً.
لكن التحالف الطبقي الحاكم يحتكر كل ثروات البلاد ويقف سداً منيعاً أمام تدبير الانتقال الدمقراطي لشؤون البلد وتحرير اقتصاده من يد هؤلاء.
وفي المجال السياسي يستمر التشويش وزرع أسباب عدم الاستقرار والانسجام الحكومي والبرلماني وتسفيههما وإشغالهما بقضايا هامشية حولتهما إلى مؤسستين عقيمتين لم يكن لهما لعقد من الزمن ما تم به وعد المغاربة من محاربة مظاهر الفساد والاستبداد وتحقيق خمس درجات على الأقل من التنمية.
والمظهر الذي ظل سائداً ومسيطراً على البلد هو القبضة الامنية ضد الصحافيين المستقلين الذين ينتقدون هذه الوضعية واستهدافهم بتهم أخلاقية لقتل رمزيتهم وتسفيه عملهم الصحافي ومحاكمتهم وسجنهم بمدد طويلة.
كما شهد هذا العقد قمع كل الاحتجاجات الاجتماعية قمعاً شرساً أسال الكثير من دم المحتجين.
وحراك الريف وجرادة شاهدان على فشل الدولة في التنمية وعلى شراسة القمع المسلط على النشطاء الاجتماعيين واعتقالهم والحكم عليهم بعشرات السنين من السجن.
هذه الوضعية لن ينفع معها الهروب إلى الأمام وتضليل الرأي العام بتقارير كاذبة، والحل هو تدشين نقاش عمومي تشارك فيه كل التنظيميات السياسية والحقوقية والمدنية وأن تُفتح وسائل الإعلام في وجه المجتمع للتعبير بكل حرية وطرح البرامج البديلة.
دون ذلك فلننتظر اسْتِعَار الجمر الشعبي تحت الرماد الذي يعطي الانطباع بالهدوء لكنه هدوء حتى تهب رياح التغيير.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *