جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

حول استقالة الرميد *الرفيق عبد السلام الهيموت*

 حول استقالة الرميد

1/لا يوجد شيء اسمه الاستقالة في المغرب ،لأن الاستقالة هي إخلال بالطقوس المرعية المخزنية و هي تمرد على أوامر السلطة وهي تحرم كذلك صاحبها من معاش التقاعد وتحرمه من العودة لأية مهمة بدواليب الدولة ،والاستقالة قد تعرض صاحبها كذلك للمتابعة القانونية على خلفية إحدى الملفات وما أكثرها ،الاسثتناء الوحيد الذي سُجل في تاريخ المغرب هي استقالة "محمد زيان" وزير حقوق الإنسان سنة 1996 احتجاجا على حملة التطهير الذي شنها وزير الداخلية "ادريس البصري" ضد رجال الأعمال ،محمد زيان الذي تنطع بتقديم الاستقالة لم ينفعه تأسيس حزب وأنشطته الحقوقية والقانونية والسياسية في أن يحصل ولو على مقعد انتخابي أو مهمة بمؤسسات الدولة أو معاش التقاعد حسب إحدى تصريحاته، كما أن الاستقالة تحصل فقط في حالة التنافي كما هو الشأن في حكومة عباس الفاسي وحكومة عبدالإلاه بن كيران بعد نجاحهم في الانتخابات .
2/ ما حصل مع "مصطفى الرميد" المنتمي سابقا للشبيبة الإسلامية السرية بقيادة عبدالكريم مطيع أنه فعلا خضع لعملية جراحية اضطر لإزالة إحدى كليتيه ، وأنه تعرض لحملة في مواقع التواصل الاجتماعي على خلفية عدم تصريحه بمشغلته لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، حملة شعبية كبيرة طالبت باستقالته، وكذا عجزُه وهو وزير الدولة في العدل سابقا وحقوق الإنسان حاليا في ملفات الريف وجرادة وعمر الراضي وسليمان الريسوني والمعطي منجب وصديقه توفيق بوعشرين وغيرها من المحاكمات وحملات التشهير التي أصبح فيها وزير حقوق الإنسان متفرجا وعاجزا عن الرد وخاصة على محاميين شهيرين ومرجعيتين حقوقيتين في بيانهما الأخير الموجه للرأي العام حول محاكمة المعطي منجب وهما شخصيتان يحترمهما ويقدرهما الوزير مصطفى الرميد لنزاهتهما وكفاءتهما ويعتبرهما ضميرَ العدالة المغربية وهما عبدالرحمن بن عمرو وعبدالرحيم الجامعي ،وآخرها سفره لجنيف للدفاع عن حصيلة حقوق الإنسان بالمغرب ، ناهيك عن التطبيع مع إسرائيل والشروع في تقنين زراعة تجارة الكيف/القنب الهندي وهي ملفات كان يعتبرها حزب العدالة والتنمية أعمدة أساسية في برنامجه السياسي.
3/ استقالة الرميد تؤكد التقاطه كلمة الملك في خطاب العرش الأخير إشارةً وعبارةً " كفى واتقوا الله في وطنكم إما أن تقوموا بمهامكم كاملة أو تنسحبوا " ، وكما يقول المتصوفة من لم يفهم الإشارة لن يفهم العبارة ، فإن الرميد الرجل الثاني في الحكومة كان لكلمة الأزمي الذي استقال من رئاسة المجلس الوطني للحزب ومن أمانته العامة وقعٔ كبير عليه حين قال " هل مازال الحزب يصلح لشيء ما بعد أن تحول لدكان انتخابي؟" ، الرميد الذي رأى المقرئ الأدريسي يجمد عضويته ويهاجم الحزب على خلفية تطبيعه مع الكيان الصهيوني ،ورأى عبدالعزيز العماري عمدة البيضاء يقدم استقالته من الأمانة العامة للحزب بسبب التطبيع ، ويسمع لماء العينين عضوة المجلس الوطني والنائبة البرلمانية تقول أن "الحزب دخل في مرحلة أزمة على المستويين النظري والعملي "،ويرى الرميد صراعا كبيرا بين جناح المُرحبين بالتطبيع مثل الرباح ويتيم وجناح المقرئ الإدريسي المناهض للتطبيع وصراع بين الحزب والحركة الدعوية من جهة وصراع بين الشبيبة الحزبية والحركة الدعوية والحزب من جهة أخرى واستقالات بالجملة لدرجة جعلت سعيد العثماني هو كذلك يهدد بالاستقالة من الأمانة العامة للحزب ؟
هل الاستقالة قفز من سفينة حزب ما عاد يصلح لشيء ؟ هل هي رائحة الاستغناء عن حزب قدم ما لم يقدمه حزب آخر في الإجهاز على جميع المكتسبات على هشاشتها وضعفها وبدأ يحصد اللعنات الشعبية ؟ هل سيصمد حزب العدالة والتنمية من انشقاق لم تسلم منه جميع الأحزاب ؟ هل هي إشارة لمن يسمون بصقور الحزب (لي بغا سيدي علي يبغيه بقلالشو)؟ هناك أكيد شيء يُطبخ والوقت ليس ببعيد لمعرفة طبخة الانتخابات المقبلة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *