جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

رسالتي إلى ولدي عمر لليوم الواحد بعد المئتين من الاعتقال التعسفي.

 رسالتي إلى ولدي عمر لليوم الواحد بعد المئتين من الاعتقال التعسفي.


سلامتك ياولدي من الاعتقال التعسفي المستمر.

وصلت الوضعية السياسية في المغرب إلى درجة مخيفة من الارتباك بعدما أصبحت الأزمة تتجاوز المسؤولين في غياب أي عرض سياسي لا من الحكومة المنتخبة ولا من الحكومة التي تحكم الحكومة المنتخبة، من شأنه أن يجيب على حيرة المواطنين ويقنعهم أن هناك مجهوداً تنموياً يتم تنفيذه بكل شفافية ونزاهة.

ولقد أصبح هذا التشخيص، مع الأسف، هو ما يروِّجه المواطنون، ولا يظهر في الأفق أي مؤشر على إنهاء هذه الوضعية في المدى القريب.

تستمر الاعتقالات لأسباب سياسية ولا تلتفت الدولة إلى استنكار المجتمع الحقوقي والسياسي والمدني الوطني والدولي لهذه المقاربة القمعية التي لن تزيد البلد إلا تعقيداً، وليس لها أية إضافة على استقرار البلد وتنميته.

ومع اشتداد الاحتقان الاجتماعي ونحن على بعد أيام من الذكرى العاشرة لحركة عشرين فبراير لا بد أن نذَكِّر بالشعارات التي انطلقت بها والتي تم إجهاضها والالتفاف عليها والعودة إلى زمن اعتقدنا أن حركة عشرين فبراير وضعت لها حداً.

وها هي الأزمة تدفع المواطنين إلى الخروج إلى الشارع طلباً للخبز وسبل العيش البسيطة، فتواجهها السلطوية بالقمع والمحاكمات الصورية.

وأمام هذا الارتباك الذي يطبع السياسات العمومية وشدة الاحتقان العام الذي يُجهز على حقوق المواطنين في عيشهم وكرامتهم بسبب الحجر الصحي وأخطره الحجر السياسي، أصبحنا لا ندرك الغاية من هذه المقاربة ولا نطمئن على مستقبل البلد.

الآن نقترب من الحائط وسنصطدم به قريباً إن لم نستدرك الأمر ونفتح القوس الذي أُغلِق بعد عشرين فبراير ونطوي صفحة القمع والرِّدة الحقوقية.

وذلك بإجراء انفراج سياسي شامل وإطلاق سراح جميع المعتقلين والصحافيين.
دون ذلك سيصبح المغرب دولة فاشلة حقوقياً واقتصادياً، لأن لهذه المقاربة الأمنية كلفة اقتصادية ظهر أثرُها على الفقراء وزادتها الجائحة وعمقتها.

صبرك وصمودك على الظلم والتعسف لن يزيدك إلا احتراماً وتقديراً وتضامناً.

ليلتك هنيئة ياولدي وسلامي لسليمان ومنجب والحرية لكل معتقل.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *