جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

رسالتي إلى ولدي عمر لليوم الثالث عشر والمئتين من الاعتقال التعسفي.

رسالتي إلى ولدي عمر لليوم الثالث عشر والمئتين من الاعتقال التعسفي.
تحية الحرية ياولد.
أذهلني ما صارت عليه بعض المنظمات الحقوقية التي كان تأسيسها يُحسب على اليسار الديمقراطي، في التركيز على نصف الكأس المملوءة إن كانت فعلاً مملوءة حتى النصف إن لم تكن أقل من النصف.
من عليه أن يدافع على نصف الكأس المملوءة هو الذي يشرب منها ما يريد ويحقق بها حاجياته دون الاكترات بحاجيات أغلبية الشعب.
أما ما يجب التركيز عليه هو النصف الفارغ من الكأس أو أكثره، لأنه هو أصل الأزمة، لكي نتمكن من ملئها بشكل كامل.
هؤلاء لم يركزوا على النصف الفارغ من الكأس ولم يسبق لهم أن تكلموا في تقاريرهم عن كل ما جعل نصف الكاس فارغةً من المكتسبات الحقوقية ومملوءةً بالانتهاكات التي غطت عقداً من الزمن السياسي.
لم يتكلموا عن القمع الشرس الذي تعرضت له مجمل الاحتجاجات الاجتماعية.
لم يتكلموا عن استهداف المعارضين من صحافيين ومدونين وحقوقيين حقيقيين الذين تعرضوا للمحاكمات الصورية والحكم عليهم بالسجن لسنوات.
لم نسمع لهم صوتاً في التحرش والتشهير بالمعارضين وتسريب محاضر التحقيق وحتى الأحكام قبل أن ينطق بها القضاء، من طرف صحافة المخابرات.
لم نسمع لهم صوتاً في تسخير القضاء واستعماله سياسياً في تصفية الحساب مع الحقوقيين الحقيقيين والصحافيين.
ولم نسمع لهم رغبة أو نصيحة يوجهونها للمسؤولين على هذا الاحتقان الذي تطالب برفعه الجمعياتُ الحقوقية والتنظيمات السياسية الديمقراطية وحتى المنظمات الدولية.
إننا نعيش ردة حقوقية من طرف السلطوية تباركها بعض المنظمات الحقوقية وبعضها تأسس لجبر ضرر سنوات الرصاص وضمِن عدم التكرار لكنه يكتفي بالتفرج على التكرار.
نحن لسنا ملزمين على التركيز على ما تحقق في بلدنا من بنية تحتية مهمة لكننا نعتبر أن تنمية البشر من تعليم جيد ومُؤهل ومُدمج هي الكفيلة بملئ فراغ الكاس، ونقول البشر قبل الحجر.
إن الوضع الحقوقي له أولية ويحتاج الكثيرَ من الحيطة والحذر لأن المكتسبات التي تحققت بفضل نضالات الأحرار هشة وقابلة للانتكاس.
وها هي تتعرض للردة بفعل ارتخاء بعض الحقوقيين الذين غيروا تصويبهم نحو الشباب المعارض والفاعل الذي أخذ على عاتقه مواجهة الاستبداد والفساد بشجاعة وبإخلاص، عوض مواجهة أمننة الدولة وإعدام الحريات والحقوق.
ومن حسن حظنا أن تبرير الوضع الحقوقي الحالي من طرف هؤلاؤ لا يحظى بالتأييد الشعبي.
ليلتك سعيدة ياولدي وسلامي لسليمان والحرية لجميع المعتقلين.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *