جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

رسالتي إلى ولدي عمر لليوم الرابع والثلاثين بعد المئتين من الاعتقال التعسفي.

 رسالتي إلى ولدي عمر لليوم الرابع والثلاثين بعد المئتين من الاعتقال التعسفي.

صبراً ياولدي فللأسر مفعول الطحن.
الأسر ياولدي لا يمنع عنك حريتَك، فقط، وإنما يُصيب فيك البدن والنفس والروح، عندما يكون تعسفاً وانتقاماً.
وخصوصاً عندما تطول مدته احتياطياً عدة شهور .
وهو ما يعني أنه اعتقال بدون تهمة.
ولو انتصرت عدالةُ القضاء واستقلالُه وحُكم عليك بالبراءة، ماذا سنسمي كل هذه الشهور من الاعتقال؟
وكيف ستبرر العدالة هذا السجن الطويل قبل المحاكمة؟
كان من الحكمة والعدالة أن تكون حراً بيننا وبين أصدقائك وأن تكون محاكمتُك في حالة سراح.
لكن الهدف كان هو وضعُك في السجن ولتذهب العدالة إلى الجحيم.
نحن ياولدي يُتعِبنا هذا الوضع ويعذبنا، لكننا أمامه لا نملك إلا الصبر والصمود، ونقول لمن كان وراء اعتقالك واعتقال سليمان أن أذِيتَكم وصلت وأصابت كل أصولنا ورفاقنا وأحرار الوطن بالخوف وعدم الاطمئنان.
فهنيئاً لكم شعورُكم براحة الضمير ونشوتُكم بتغييب شباب الوطن الفاعل والواعي وبقمع شابات وشباب التربية والتعليم والتنكيل بهم تنكيلاً شديداً.
غريب أن يتجبر عجائز العهد القديم بشباب مغرب العهد الجديد وهم لم يجربوا سنوات الرصاص.
هؤلاء الشباب هم أحفاد ضحايا عهد الرصاص الذي طوَينا صفحته نصفَ طية، فجاء من أعاد فتحها ليتابع رش الرصاص.
هل من الضروري أن تذكروهم بمأساة أجدادهم وتسقونهم مرارتَها ؟
المأساة عندما تعود فإنها تفتح الجراح التي لا تلتئم لأن أثرها عميق ويسكن في الذكريات وتدونها الكتب.
قد نتسامح معها شريطة عدم تكرارها وتعويضها بالاعتذار والمصالحة،لكن لا ننساها.
لكن مع الأسف، تستمر المأساة، ويتجه المغرب نحو وضعية لن تنفع معها هيأة مصالحة أخرى، وإنما المفروض تغيير عميق في الدستور لربط المسؤولية بالمحاسبة وفي الممارسة السياسية بوضع حد للاستبداد والفساد وتحرير اقتصاد البلد من أيدي الافتراس المالي والعقاري.
ولن يتحقق ذلك إلا بالنضال الديمقراطي الشعبي.
طابت ليلتك ياولدي وسلامي لسليمان والحرية لجميع المعتقلين.
وكل التضامن مع الأستاذ المعطي منجيب.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *