رسالتي إلى ولدي عمر لليوم 274 من الاعتقال التعسفي
رسالتي إلى ولدي عمر لليوم 274 من الاعتقال التعسفي و20 يوماً من الإضراب عن الطعام وعن الفسحة وعزلة تامة.
كيف حالك اليوم أيها الغالي !
أن تمضي فصلاً مهماً من عمرك في قبر ضوؤه قليل وهواؤه عليل وجدران تغطيها الرطوبة التي تخنق رئتيك وتكبل حركتك وتضيق عليك، اعلم أن القصد من كل هذا هو ضربك في كرامتك وصحتك وتوازنك.
أليس هذا شكل من صيغ التعذيب قبل أن يقرر القضاء في التهم التي صُنعت لك لكي تنال من عنفوانك وشجاعتك وتماسكك.
لكنك أظهرت في جلسة الأمس، أنك رغم كل هذا قوي وصامد، مهما كانت قوة الانتقام.
عشرون يوماً من معركة الأمعاء الفارغة تجعلك تلج مرحلة الخطر.
هذا الخطر لم يكن اختياراً وإنما يأساً من الإهمال القضائي واستمرار اعتقالك تعسفاً ضرباً للعدالة التي يضمنها القانون لأنك بريئ حتى تثبت إدانتك في جميع مراحل التقاضي.
والقضاء تأخر طويلاً وكأن الهدف هو نسيانك في السجن أنت وزميلك سليمان الذي سيكمل سنة من الاعتقال التعسفي و 21 يوماً من الإضراب المفتوح عن الطعام.
خلق دخولكما في إضراب مفتوح عن الطعام موجة من التضامن المجتمعي واستنكاراً لاستمرار اعتقالكما كل هذه المدة وانطلقت سلسلة من الفيديوهات تطالب بإطلاق سراحكما ومتابعتكما في حالة سراح لتستطيعا الدفاع عن براءتكما من كل التهم المفبركة والتي اسقطتها حملات التضامن الواسع قبل أن يُسقطها القضاء الذي ننتظر عدالته.
أصدقاؤك ورفاقك الذين اشتركت معهم في عدة معارك حقوقية وتحقيقات صحافية حول الفساد وكل نشطاء حركة 20 فبراير لا يدخرون جهداً في حشد التضامن معكما وطنياً ودولياً.
تتقاطر علينا هذه الأيام رسائل التضامن من كل بقاع العالم تعلن تضامنها معكما وتطلب لكما العدالة بإطلاق سراحكما وإنقاذكما من الهلاك جراء الإضراب عن الطعام.
وحده هذا التضامن الواسع ساعدنا على تحمل تبعات هذا الاعتقال الظالم و مكننا من دفئ الاحتضان الذي نتشرف به ونضعه طوقاً حول رقابنا.
حفظك الله ياولدي من شر المنتقمين وسلامي لسليمان والحرية لجميع المعتقلين.
 |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق