رسالتي إلى ولدي عمر للشهر التاسع من الاعتقال التعسفي
رسالتي إلى ولدي عمر للشهر التاسع من الاعتقال التعسفي و15 يوماً من الإضراب عن الطعام وعن الفسحة اليومية وعزلة تامة.
نظم أصدقاؤك في لجنة التضامن يوماً تضامنياً معكما حضرته كل الحساسيات الحقوقية والسياسية والجمعوية وقطاع واسع من الشابات والشبان.
كما حضره عدد من ضحايا سنوات الجمر وقدموا شهادات ربطت الحاضر بالماضي، ماضٍ يمتد في حاضرنا وكأننا لم نعرف هيئة الإنصاف والمصالحة.
ماضٍ يتكرر بشكل بشع وسقوط أخلاقي بمقاربة امنية بغيضة ومنتقمة.
كان فعلاً عرساً نضالياً اختفت فيه كل الفواصل السياسية والإديولوجية.
لقد اجتمعت حولكما كل الإرادات الحية لنصرة قضيتكما والتنديد بالظلم والانتقام الذين تتعرضان له.
وتم اختتام هذا اليوم التضامني بعزف جميل من صديقنا العزيز الزوكاري انخرط معه الجميع في غناء حماسي.
ها هو المجتمع المغربي الحقيقي يشق طريقه نحو النضال الميداني ويفند ادعاءات التضليل حول الاستقرار المزعوم.
عبر الحاضرون في مداخلاتهم عن تضامنهم المطلق معكما وشددوا على إطلاق سراحكما إنقاذاً لحياتكما جراءَ الإضراب المفتوح عن الطعام.
وكان السؤال عن صحتكما بعد أسبوعين من الإضراب يتكرر في القاعة كثيراً.
أكيد أن التحرش والاضطهاد والتشهير قبل الاعتقال وبعده، نال منكما كثيراً.
وبعد مدة الاعتقال التعسفي الطويلة والعزلة التامة والفسحة في مكان لا يختلف عن مساحة الزنزانة يجعلكما تقضيان 24 ساعة في نفس المكان الضيق ، طيلة مدة اعتقالكما.
بعد كل هذا، كيف سيكون جوابنا حول صحتكما مع الإضراب؟
أما حان الوقت لترفع هذه المقاربة الأمنية يدها عنكما وأن يعرف من قررها أن انتقامه قد وصل ونتمنى لهم راحة الضمير والنوم الهادئ، وهم يدفعون ابناءنا إلى الموت.
شكراً لكل الأرواح الطيبة والمخلصة وشكراً لرفاقنا في الحزب الاشتراكي الموحد على استضافة هذا اليوم التضامني وحسن الاستقبال.
نتمنى لكما مزيداً من الصمود والحرية لجميع المعتقلين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق