تيار الأساتذة الباحثين التقدميين في النقابة الوطنية للتعليم العالي بيان فاتح ماي 2021
تيار الأساتذة الباحثين التقدميين في النقابة الوطنية للتعليم العالي
بيان فاتح ماي 2021
بمناسبة العيد الأممي للطبقة العاملة
تخلد الطبقة العاملة فاتح ماي لهذه السنة في ظل ظروف استثنائية وطنيا ودوليا تتميز باستمرار فرض "حالة الطوارئ الصحية" و"الحجر الصحي" جراء تفشي جائحة كورونا (كوفيد-19) التي حصدت ملايين الأرواح، وبصعوبة التصدي لها، وباشتداد الأزمة الاقتصادية والاجتماعية على الصعيد العالمي في ظل النظام الرأسمالي المتوحش الذي عرت هذه الجائحة عن طبيعته الجشعة المرتكزة على الاستغلال البشع للموارد الطبيعية والبشرية، والتي يؤدي ثمنها، أساسا، العمال والكادحون جراء إغلاق المعامل والتسريح الجماعي والتدهور الخطير للخدمات الاجتماعية العمومية وتفويتها للقطاع الخاص، خاصة في مجالي الصحة والتعليم، وضرب المقاولات الصغرى ومكتسبات الأجراء وحقوق الكادحين وتعميم الهشاشة في صفوفهم.
لقد أبانت الظروف الحالية على الدور الحيوي للمرفق العمومي في مجال الصحة والتعليم والخدمات، وكشفت جائحة كورونا على الموقف العدائي للدولة تجاه الحريات وحقوق الطبقة العاملة وحقوق الإنسان بصفة عامة، عوض الانكباب على الاستجابة للمطالب المشروعة للعمال والأجراء، والاهتمام الفعلي بالكادحين والكادحات بصفة تجسد الطابع التضامني مع الفئات الشعبية التي عانت من وباء كورونا وتداعياته.
وتمعن الدولة وحكومتها الرجعية في الهجوم على الجماهير الشعبية من خلال تجاهل مطالب وحقوق المأجورين وتجميد الأجور ومحاولة الإجهاز على الحق في الإضراب والتضييق على الحريات النقابية والاقتطاعات من أجور المضربين وإغلاق أبواب الحوار وجعله شكليا لامتصاص الغضب الشعبي ومحاولة فرض السلم الاجتماعية للمزيد من الإجهاز على ما تبقى من المكتسبات الجزئية.
كما تلجأ الدولة إلى المزيد من خنق الحريات العامة لمواجهة المقاومة الشعبية المرشحة للصمود والتوسع، وذلك بالعودة إلى قمع التظاهرات واعتقال السياسيين المعارضين والطلبة والمعطلين والمناضلين المناهضين للظلم والاستبداد والجوع والمدافعين عن الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية والمساواة، والتضييق على حرية التعبير والصحافة والمحاكمات الصورية واعتقال الصحافيين، وفي قمع نضالات الكادحين والعمال ضد التسريح والطرد، وأقدمت على إعداد قانون تضييقي على حرية التعبير والاحتجاج يروم إلى تجريم مختلف أشكال النضال الشعبي عبر الفضاء الافتراضي.
أمام هذه الأوضاع، فإن تيار الأساتذة الباحثين التقدميين في النقابة الوطنية للتعليم العالي:
يحيي عاليا الطبقة العاملة في عيدها الأممي، ويعبر عن تضامنه المطلق واللامشروط مع عموم الأجراء والكادحين، ويطالب بتحسين وضعيتهم المادية والمعنوية والاستجابة لمطالبهم المشروعة والعادلة، واحترام الحريات النقابية؛
يقف وقفة إجلال لهيئة الأطباء والممرضين المرابطين في الصفوف الأمامية لمواجهة فيروس كورونا، ويطالب بتحسين وضعيتهم المادية وظروف عملهم مع ضمان الحق في الصحة وفي مجانية العلاج لعموم المواطنين؛
يحيي عاليا هيئة التدريس بمختلف أسلاكه التي أبانت في هذه الظروف العصيبة عن حس عال بالمسؤولية، وعلى المجهودات التي تقوم بها من أجل توفير متابعة الدراسة رغم المعيقات النفسية وغياب التجهيزات والمعدات الضرورية وما لهذا النقص من تأثير على محدودية التحصيل وانعكاساته على مبدأ تكافؤ الفرص والحق في التعليم للجميع؛
يطالب بإلغاء كل القوانين وبسحب كل المشاريع التي تعصف بالحقوق والحريات، بما في ذلك مشروع القانون 22.20 السيئ الذكر، أو تلك الهادفة إلى تكريس التعاقد وتصفية الوظيفة العمومية والاستقرار في العمل، وإلى الإجهاز على الحق في الإضراب والعمل النقابي وعلى المرافق العمومية الحيوية بخصخصتها، كالصحة والتعليم والنقل العمومي؛
يطالب بإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين ومعتقلي حراك الريف، وفي مقدمتهم الصحافيان عمر الراضي وسليمان الريسوني المضربان عن الطعام، ويحمل المسؤولين تداعيات وضعيتهما الصحية؛
يدعو كافة المناضلات والمناضلين النقابيين الديمقراطيين إلى التعاون من أجل دمقرطة العمل النقابي وتخليقه، وبناء توجه ديمقراطي كفاحي وحدوي لتعزيز الوحدة النضالية على طريق الوحدة النقابية، ويدعو إلى ربط النضال النقابي بالنضال الديمقراطي للجماهير الشعبية من أجل التخلص من الاستغلال والاستبداد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق