رسالتي إلى ولدي عمر لليوم 298 من الاعتقال التعسفي
رسالتي إلى ولدي عمر لليوم 298 من الاعتقال التعسفي والعزلة التامة والمرض المزمن والإهمال من العلاج.
ياولدي! تؤلمنا أخبارك حول المرض الذي تعاني منه والذي يزداد ضراوة بتجاهل إدارة السجن عرضك على طبيب أخصائي بدعوى أنك رفضت فحصين قبل ذلك.
رفضت ذينك الفحصين لأنك كنت مكبل اليدين ومعك خمسة حراس.
والفحص كان يتطلب التجرد من ثيابك.
كيف يقبل الطبيب بهكذا فحص في حضور كل هؤلاء؟
ولقد أخافوا الطبيبة بأنك مجرم.
ولقد بنَت إدارة السجن رأيَها على هذا الرفض واعتبرت أنك ترفض الفحص واختارت أن تتركك للمرض يُنهي حياتك وتتخلى عن دورها في علاجك وينتهي دورها.
ما كنت تطلبه هو أن تستفيد من فحص في ظروف إنسانية تحترم خصوصيتك وكرامتك وجسمك الذي لا يجب أن يُعرض عارياً أمام هؤلاء.
حالتك الصحية الآن مقلقة ،حسب آخر مكالمتك لنا، ومازلت تنتظر عرضك على طبيب أخصائي في أمراض المعدة لإجراء فحوص دقيقة تخلصك من الإسهال الدموي، خصوصاً وأن حالتك كما قالت الطبيبة سابقاً تتطلب عناية خاصةً، تعطلت أكثر من شهرين.
زميلك سليمان الذي كان يؤنسك صوتُه خلسة من الحراس وانتم في عزلة تامة، هو الآن بعيد عنك يحتضر في غرفة بئيسة أمام أنظار الجميع وأخباره تعبر أجواء العالم وتطالب بإنقاذه من الموت.
إلا أن هذه النداءات لا تصل إلى البنية التي تعتقلكما وتحتفظ بكما في ظروف انتقامية تهدف إلى تحطيمكما جسدياً ومعنوياً.
هيهات. لقد فشلت كل محاولات التشويه والتشهير واندحرت أمام رمزيتكما التي ازدادت إشعاعاً.
ستخرجان قويين وعليكما أن تحافظا على حياتكما لتعيشا حقيقة استهدافكما وتفضحا المؤامرة البغيضة التي سلبتكما سنة من حياتكما كان من الممكن ان تكون زاخرة بالعطاء.
يخوض عدد من النشطاء والمواطنين إضرابات رمزية عن الطعام تضامنا معكما.
ولقد قرر أحد الشرفاء أن يَحبِس نفسه في بيته حتى تتمتعا بمحاكمة عادلة و في حالة سراح.
انتما الآن في حضن المجتمع وطنياً ودولياً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق