الشهيد محمد طحان يتخطى الحدود من جنوب لبنان الى فلسطين-لقاء الشهيد سليمان خاطر-
الشهيد محمد طحان يتخطى الحدود من جنوب لبنان الى فلسطين
-لقاء الشهيد سليمان خاطر-
كطفل صغير كان محمد الطحان يسرع الخطى وسط ركام المباني المتهدمة في ساعة الصفرحيث توقفت الحرب وبدأاحتفال النصر...بيده مازال ممسكا بعصاة العلم الفلسطيني الذي كان يرفعه في مواجهة الصهاينة على حدود لبنان.
في كل الشوارع والازقة كان الناس يسيرون بدون وجهة محددة رافعين شعارات النصر"الموت ولا المذلة"...
كانوا يتعانقون ...يتبادلون التهاني ...ويقبلون الاطفال الذين لم يباركوا لهم العيد الا بعد توقف سقوط الصواريخ والقنابل وغياب ازيز الطائرات...
ومن جهة اخرى كان العشرات منهم قد تجمعوا في الشوارع، وأطلقوا المفرقعات النارية والرصاص في الهواء في كل جنبات مدينة غزة.
مديده على رأس طفل يسير قرب ابيه فرحا لكنه لم يلتفت اليه...اربكته الحركة كثيرا
-الايعرفونه ...الم يستشهد دفاعا عن فلسطين وعن غزة الثائرة؟
ربما لانه طفل صغير كان فرحا بخروجه مع ابيه اكثر من التفاته لشئ اخر
التقى برجل يسير لوحده يحمل بيده علم فلسطين مدله يده محييا لكنه لم يلتفت الى اليد الممدودة واكمل السير وكأن لااحد صادفه...
ازداد استغرابه ولكن اوجد التبريرات لذلك ربما كان الرجل غير مبال...ثم ظهرله شاب يسير مرتديا قميصا خطت عليه صورة للثائر تشي غيفارا ..
اكيد هذا من سيمد يده ويعانقني فهو شاب مثلي ولاشك انه تابع ملحمتنا قرب الحدود اللبنانية مع فلسطين ...فتح ذراعيه في مواجهة الشاب القادم نحوه...
لكن ماهذا الذي حدث؟
من منهما اخترق الاخر وذاب في اللاشئ..اهو ام الاخر؟
ماهذا الذي يحدث معه؟
انزوى قرب ركام مبان متهدمة
اجال النظر فيها...رأى مجموعات من الاشخاص جالسة قرب بعضها وكل مجموعة في حوار ونقاش بينها كما يظهر من حركات الايدي والرؤوس...
لكن واحدا متقدمامنهم كان يشير اليه ان تقدم ...
كان يحمل سلاحا على كتفه ويقف فوق ركام الاتربة والحجارة وعيناه تبحثان عن اي كائن غريب او مندس ...
اقترب منه اكثر بمسافة سمحت له بان يعرف ان الواقف امامه هوالمجند سليمان خاطرالذي قتل سبعة صهاينة حاولوا تجاوزه...
كان سليمان يفتح ذراعيه مرحبا بالرفيق القادم ;تعانقا ...احس بحرارة الجسد المعانق...غريب هذا الشئ ولكن كيف الاخرون لم يحسوا به ولم يحس بهم...
حملق في وجه سليمان خاطر وتساءل في حيرة:
-اين نحن ايها الرفيق؟
ابتسم سليمان في ثقة وقال:
-انت في الخلود الابدي ياحارس بوابة لبنان الثائر!وقد شرفني الشهداء الخالدون بان اكون في استقبالك في مكان نصر من انتصاراتنا التي ابتدات من ارضكم ولن تنتهي الا بالنصر الحاسم...
مدله كرسيا ليجلس عليه ثم ربت على كتفيه بحنو وقال:
-لقد شرفتنا رفيقنا محمد بما قمت به
عانقه الطحان بقوة كأنه يلتقي برفيق فقده من زمان وقال :
-اين انا مما فعلته انت ايها الشهيد القائد؟هل يمكن ان تحكي لي الواقعة وكيف سارت الاحداث معك؟
-"كنت على نقطة مرتفعة من الأرض، وأنا ماسك الخدمة ومعايا السلاح شفت مجموعة من الأجانب، ستات وعيال وتقريباً راجل وكانوا طالعين لابسين مايوهات منها بكيني ومنها عريان. فقلت لهم "ستوب نو باسينج" بالإنجليزية .. ماوقفوش خالص وعدوا الكشك، وأنا راجل واقف في خدمتي وأؤدي واجبي، وفيه أجهزة ومعدات ما يصحش حد يشوفها... والجبل من أصله ممنوع أي حد يطلع عليه سواء مصري أو أجنبي...دي منطقة ممنوعة وممنوع أي حد يتواجد فيها، وده أمر وإلا يبقي خلاص نسيب الحدود فاضية، وكل اللي تورينا جسمها نعديها" ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق