رسالتي إلى ولدي عمر لليوم 304 من الاعتقال التعسفي.
رسالتي إلى ولدي عمر لليوم 304 من الاعتقال التعسفي.
سلام الأمل ياولد.
استقبلنا بارتياح خبر نقلك إلى المستشفى الجامعي ابن رشد لإجراء الفحوصات التي كنت بحاجة إليها، والتي مرت في ظروف أحسن من السابق.
نحيي هذه الاستجابة ونشكر كل من كان وراءها كل من إدارة السجن والطاقم الطبي بالمستشفى.
ولقد حصل أمر آخر يبعث الأمل ويفتح الطريق أمام إنهاء هذه المحنة التي لم تكن لتحصل لو حلت الحكمة عوض المغامرة بصورة البلد.
حصل أن زار وفد من النقابة الوطنية للصحافة المغربية ولو أن هذه الزيارة تأخرت كثيراً كل من عمر وسليمان.
جاء هذا الوفد بهدف إقناع سليمان بتعليق إضرابه والاطلاع على أحوال عمر.
ولقد وعد سليمان هذا الوفد بالتفكير في قرار تعليقه للإضراب، ونتمنى أن يعلقه.
ومن تونس الشقيقة التي تجني ثمار ثورتها، وقعت 42 منظمة على رأسها نقابة الصحافيين بياناً تضامنياً معكما يطالبون بإطلاق سراحكما.
كما منحتكما أنت وسليمان جمعية يقظة من أجل الديمقراطية والدولة المدنية جائزة نجيبة الحمروني لأخلاقيات المهنة الصحفية لسنة 2021 من تونس دائماً.
واليوم عدنا إلى باب السجن للإعتصام الثاني الذي سيستمر إلى 31 من هذا الشهر ، لنؤكد لكما أننا لن نترككما ونطالب لكما بالعدالة وبإطلاق سراحكما، وهو حقكما الذي يضمنه الدستور والقانون الجنائي في غياب أدلة مادية تستدعي الاحتفاظ بكما بالسجن كل هذه المدة.
كما أن اعتقالكما ظهر للجميع أنه لا يخرج عن انتقام من جهة وهي التي عليها أن تتصف بالشجاعة وتُجنبَ المغرب المزيد من تسويد صورته.
ولقد اتسعت دائرة التضامن معكما وطنياً ودولياً والتحق بها كل الذين ترددوا في بداية هذه المحنة ، وتحقق الإجماع على أن هذه المقاربة الأمنية آن لها أن تنتهي وما كان لها أن تحدث أصلاً.
طي هذه الصفحة السوداء أصبح واجباً وطنياً واستجابة للمجتمع السياسي والحقوقي والمدني وكل المواطنين الذين لا يرضون للبلد أن يعيش عزلة حقوقية وأن استقراره يمر عبر تحقيق الانتقال الديمقراطي والدولة الوطنية الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والقطع مع الفساد وكل مظاهر الإفلات من العقاب لكبار الفاسدين.
لنا لقاء قريب ياولدي والحرية لكل المعتقلين السياسيين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق