جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

رسالتي إلى ولدي عمر لليوم 305 من الاعتقال التعسفي.

 رسالتي إلى ولدي عمر لليوم 305 من الاعتقال التعسفي.

مساء الحرية ياولدي .
فقدنا كل عاداتِنا، وحتى ما يفرضه اليوم من تنظيم، من أوقات النوم والأكل فقدت ترتيبها.
وحتى المرح الذي كان يملأ بيتَنا بالموسيقى والغناء الذي كان يصدح من غرفتك في لحظات الزهو بعد إنهاء عمل صحافي مُتعِب ومغامر، لم يعد يصلنا، وملأ غرفتَك السكون وكأنه الموت.
لكن في القلب كل الذبذبات التي مازالت تحتل كل فضاء بيتنا، تذكرنا بها آلاتك الموسيقية من عود وغيتارة ، المركونة أمامنا وكأنها تسألنا عن غيابك وتشكو ضجر السكون والرطوبة.
توجهنا إلى مدينة الرباط للمشاركة في وقفة تضامنية معك أنت وسليمان، منعها الأمن وذكرتنا بكل الأماكن التي عبرتهاَ ونلتَ حقك من التنكيل البوليسي إبان مسيرات حركة عشرين فبراير.
وكل الأشكال النضالية كان لك ولرفاقك ورفيقاتك فيها حقكم من التنكيل والملاحقات.
إنها مسيرة الشباب الذي كان يحلم بمغرب افضل، مغرب الحرية والكرامة والديمقراطية.
لكن متاريس الاستبداد كانت أعلى تحجب كل الشعارات وتخنق الأصوات.
واليوم وصل إلى مداه وتخطاه إلى القتل الرمزي لهؤلاء الشباب ويسير في اتجاه الاغتيال لشباب يرون أحلامهم في الحرية والكرامة تتبخر وتختفي أمام زحف الاستبداد.
عشرية سوداء أتت على كل الآمال التي كانت تُكتب على لافتات هذه الحركة المجيدة.
من كان عمره عشرين سنة هو الآن فوق الثلاثين يتذكر خطاب تاسع مارس ووعوده ويتأمل دستور2011 ويبحث عن أثره في واقعنا فلا يجد سوى بقايا دستور1996.
لكن الأمل في المستقبل تعبر عنه كل حساسيات المجتمع السياسي والحقوقي والمدني والشباب الذي بدأ يملأ الشوارع ويفتحها.
فلا بد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر وسينكسر.






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *