رسالتي إلى ولدي عمر لليوم 308 من الاعتقال التعسفي.
رسالتي إلى ولدي عمر لليوم 308 من الاعتقال التعسفي.
سلامتك ياولدي من الانتقام والقتل الممنهج.
كان اليوم حزيناً، حيث تأكدنا أكثر أنك لست بخير وأنك تخفي عنا حالتك الصحية.
فرغم معاناتك الصحيةفإنك لا تتوسل التعاطف وتُظهِر أقوى ما عندك من صبر وصمود وأنفة.
وأكيد أنك تُخفي عنا أشياء أخرى عن طبيعة احتجازك في قبو بارد ورطب وعفن، تُقيم فيه وحدك معزولاً طيلة كل هذه المدة.
ونحن نتابع أطوار محاكمتك اليوم، رأيناك هزيلاً وتعِباً وحزيناً وغاضباً، لا تقوى على حمل رأسك، ولحيتك غطت وجهك وشعرك نما في كل الاتجاهات، وكأنك محروم من الحمام والنظافة.
حزِننا كثيراً وشعرنا بالعجز أمام القبضة الأمنية التي تمنع عنك حتى المخابرة مع دفاعك،وأنت محتجز داخل قاعة المحكمة بين ضابطين لم يحترما مسافة الأمان التي تفرضها الجائحة.
لقد كشف دفاعك فراغ قضيتك وحجم الخروقات التي دُست عنوة في محاضر الفرقة الوطنية وقرار الإحالة.
وكانت المفاجأة صادمة حيث لم يكن في علم الدفاع أن شاهداً لصالح المشتكية المزعومة والتي تدعي أنه خطيبها، استقدمه قاضي التحقيق من الولايات المتحدة، فحضر واستمع إليه وعاد في نفس اليوم إلى أمريكا.
وفي هذا اليوم كانت حركة الطيران متوقفة بفعل الجائحة. تصوروا.
واللائحة طويلة من الخروقات والتدليس والتزييف وكأن الدولة تحللت من القانون والدستور وهيأت وقائع خيالية من أجل ضمان الإدانة.
طلب الدفاع بطلان هذه المحاضر لما شابها من خروقات.
وأمام المحكمة جسدت لجنة التضامن معك ومع سليمان وقفة حضرتها كل الحساسيات الحقوقية والسياسية والمدنية وشباب 20 فبراير، كما عزز وقفتنا المناضل الكبير والمقاتل في صفوف المقاومة الفلسطينية الرفيق التوزاني رغم وضعه الصحي.
قضيتك ياولدي وقضية سليمان حققت إجماعاً وطنياً ودولياً بإدانة الدوافع الحقيقية لاحتجازكما وهي دوافع سياسية حقيقةً. والمحاكمة محاكمة سياسية.
إن السلطة تدبر شؤون المغرب بمزاجية تُضر بصورة البلد وتقوده إلى الانغلاق عن الشعب وعن محيطه الإقليمي والدولي، ولا يكفيه التسويق والتضليل وإخفاء فشل سياساته في جميع المجالات.
أما الغاية من ذلك فيعلمها الله والجهة التي تدفع البلد إلى هذا السقوط.
غداً سنراك أيها الغالي وسنتزود من نفَسك الطاهر ومن صمودك.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق