جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

النموذج التنموي يسفّه دور الأحزاب السياسية ! بوعلي بلمزيان

 النموذج التنموي يسفّه دور الأحزاب السياسية !

غالبا ما يحتمي الخبير في تحليلاته ونتائجه بحوثه بالمعطيات والأرقام الرياضية والمؤشرات الدالة على فتح الأفق، والهدف بالنسبة هو إسكات المناقشات.
لا ندعي هنا مناقشة وتحليل مخرجات النموذج التنموي المغربي الجديد، أو التقليل من أهمية مجهود يتوفر على بنك للمعلومات والمقاربات والآفاق الممكنة ، فقط تسجيل ثمة ملاحظات نبيهة أثارت انتباهي في قراءة بعض نتائج هذا التقرير والاصغاء لبعض التفسيرات التي جاءت على لسان بعض أعضاءها.
- النموذج التنموي هو تصور شامل على جميع المستويات، وبالتالي فلا أهمية للبرامج الحزبية الانتخابية ، بمعنى آخر لن تقرر شيئا، وهذا يؤكد سعي الدولة إلى نزع الطابع السياسي عن الانتخابات وتحويلها إلى عملية دورية لإعادة تدوير النخب. وسار في اتجاه تكريس شعار لا للدكاكين السياسية !
- أصحاب المشروع يقولون أن النموذج التنموي مغربي مغربي ، والمعنى المقصود أنه كتب بأيادي مغربية وليس بعقول مغربية ، لأن المناهج المستعملة رائجة في كل مكان ومستلهمة من تجارب قررها مفكرين غربيين.
- يقولون أن الديمقراطية التمثيلية في أزمة، وهذا لا جديد فيه، والبديل هو الديمقراطية التشاركية ، وهذه لا جديد فيها، وحتى من نظّر وأبدع هذه المنهجية لم يخف مثالبها من كون الخبير يستعمل العموم لإعادة إنتاج نفسه وأفكاره وترويض المنهجية أكثر من كونها أساس لإنتاج الأفكار .
- إن الاعتداد بأهمية اللقاءات التشاركية التي عقدها أعضاء اللجنة، أمر مبالغ فيه، لأنهم يؤكدون أن العينة التي انفتحوا عليها لا تتعدى 9000 فرد و70 جلسة استماع، وإذا افترضنا أن ثلث هذه العينة هي التي تفاعلت فيما الباقي التزم الاصغاء ، وهذا بالكاد لا يساوي حتى تجربة جماعة ترابية متوسطة في إعمال المقاربة في إنجاز برنامج عملها، ولا تساوي سوى 2 في المائة من الكتلة البشرية المعنية، وهذا يؤكد أن اللجنة قامت بما يشبه جولات سياحية من أجل إنجاز نموذج تنموي نخبوي.
- لكن بالمقابل فالأحزاب السياسية تخلت عن المبادرة ولم تقدم أي مشروع إصلاحي يذكر ، وكان طبيعيا أن تتحرك الدولة من أجل المبادرة فيما تكتفي أحزب تعرضت للتعرية وتحتفي وراء ظهر الدولة، حتى أنه يمكن التشكيك في بعض القيادات التي تقدمت في السن هل لا زال لديها رجاحة عقل.
- ومن منظور أن الغاية تبرر الوسيلة، فالنموذج جاء بأفكار نظرية هامة ، لكن كيف يمكن في بلد الفساد له عقل يفكر ولسان ينطق أن تجد هذه الأفكار طريقها إلى التنفيذ، حتى أن أصحاب النموذج لم يتوانوا في سرد بؤس الواقع، غير أنها تقدم براهين بائسة في وضعية مضطربة ، وهي مهمة للأحزاب التي تتهيأ لدخول غمار الانتخابات بدون برنامج سياسي فهي تخاف من الفكر النقدي، لأن الفكر النقدي، بكل بساطة ، هو أن تجعل الشخص كائن له سيادة على نفسه لكي لا يصاب بلعنة اتباع القطيع.
- النخب السياسية القليلة التي لم تنغرس في الفساد تعرضت للتشهير ولحملات منظمة للإساءة لسمعتها وهو أمر لا يرشحها للعب دور كبير في حلبة الصراع الدائر.
يمكن أن نختم بالقول : أن الأوليغارشية السياسية والحزبية تقتات على الأزمات كما يقتات الذباب على الفضلات.
ب.ع


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *