رسالتي إلى ولدي عمر لليوم 315 من الاعتقال التعسفي.
رسالتي إلى ولدي عمر لليوم 315 من الاعتقال التعسفي.
سلامتك ياولدي الغالي.
التهم التي صُنِعت لك ولسليمان ثقيلة لكن الأدلة جد خفيفة إن لم تكن غير موجودة أصلاً.
وهو ما يجعل منها تهماً لتصفية حسابات سياسية لم تجرؤ جهة المتابعة على إثارتها وذلك لغاية النيل من سمعتكما كصحافيين مستقلين وضرب رمزيتكما وصمودكما أمام الميركادو الإعلامي الذي أدخل أغلب الصحافيين إلى مزاد الاستقطاب والشراء والكراء.
جلسة بعد جلسة من محاكمتكما يقف الحضور أمام خواء المحاضر وأمام حشوها بالعديد من الخروقات والتناقضات.
ونقف جميعاً مذهولين أمام إشغال المواطنين بملفات موجهة ومصنوعة في الوقت الذي تواجه المغربَ تحدياتٌ اقتصادية واجتماعية ودولية، كان من الأجدر أن توفر الدولة الأموالَ الهائلة في حشد تأييدٍ من صيادي العلاقات العامة، في قضية صحافيين عَبَر خَبرُ اعتقالهما اصقاع العالم وأصبحا يحتلان المواقع الإعلامية الدولية والوطنية.
كما أن هذه القضية تستنزف الموارد البشرية
كان من الحكمة أن يُقابَل عملُهما بعَملٍ مُقابلٍ تعزيزاً لحرية التعبير وخلق دينامية فكرية وجدل حول الوضعية السياسية بالمغرب.
كان يمكن ألا يعيش البلد هذه المحنة الحقوقية التي عرضت صورتَه إلى المزيد من التسويد.
ماذا ربح المغرب من هذه القضية وماذا سيربح إن نجحت الجهة المعلومة/ المجهولة في فرض إدانتكما؟
أكيد ، ستصبح صورة البلد أكثر تسويداً وستزيد ملاحظات المنظمات الحقوقية والسياسية الوطنية والدولية وسيصبح بلداً مخيفاً للحقوقيين والسياسيين وجميع المواطنين وستتعمق عزلة النظام عن الشعب وستنعدم الثقة أكثر بالمؤسسات ، وسيصبح الوطن بلا مواطنين وسيشعر المواطنون بانهم لا وطن لهم. وهذا عنوان للدولة الفاشلة.
تقتضي الحكمة والشجاعة أن يتدخل السياسيون لدق ناقوس الخطر الذي أحدثته هذه المقاربة الأمنية.
لا بديل عن تغيير سياسي يعيد ترتيب الجبهة الداخلية وتقويتها بالديمقراطية لمواجهة التحديات الحقيقية.
وحرية عمر وسليمان وتوفيق ومعتقلي حراك الريف وكل فئات معتقلي الرأي سيكون لها ما بعدها تعزيزاً لحرية التعبير.
وأنا أقول لهذه البنية لن تنفعها ضمانات غير مضمونة للسير خلف هذه المقاربة.
الضمانات الحقيقة للاستقرار والتقدم والتنمية هو النهوض بحقوق الإنسان وصيانتها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق