جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

رسالتي إلى ولدي عمر لليوم 317 من الاعتقال التعسفي.

 رسالتي إلى ولدي عمر لليوم 317 من الاعتقال التعسفي.

سلامتك ياولدي من صدمة العدالة.
تأكدت اليوم وأنا أتابع مجريات محاكمة الصحافي المتميز سليمان الريسوني أن ما حيك لكما سيسير في اتجاه طحنكما.
كنت غبياً، وأنا أراهن على أن تستجيب المحكمة لطلب بسيط ويساعد هيأة الحكم على تكوين قناعتها.
المطلب هو إجراء تقرير طبي لحالة سليمان وهو في يومه 64 من الإضراب المفتوح عن الطعام وهو بين الحياة والموت.
والصدمة هي أن تعود الهيئة بعد المداولات في مطالب الدفاع، التي اعتقد أنها لم تكن مداولات بل حصة هواتف تحركت لتشل قراراً قضائياً إنسانياً، وتقول بجملة واحدة جافة أن جميع مطالب الدفاع مرفوضة.
أنا أُصبتُ بالصدمة وأنا استمع للقاضي كما لو أنني استمع لممثل النيابة العامة، وحتى هذا الأخير كان كلامه قليلاً.
ياولدي ! أعرف أن معاناتك ومعانات سليمان لا قِبل لكما ولنا بتحملها.
ونعرف أنك تتعرضان للطحن، ولقد عاينا ذلك وأنت في حضن القضاء مسحوقاً بين شرطيين يمنعان عنك حركاتك ويعرضانك للعدوى بعدم احترام مسافة الاحتراز.
فكيف يكون وضعك وأنت في السجن تحت رقابة مشددة حتى وأنت تتصل بنا هاتفياً؟
نحن ياولدي يرعبنا هذا الوضع ونخاف عليك من شدة الانتقام الذي اصبحنا ندركه وازداد بعد أن فقدنا ثقتنا في حماية حقوقك من طرف القضاء.
كان هذا اليوم يوماً عصيباً ، قتل فينا كل الأمل وجعلنا نشعر أننا في دولة لا قانون فيها وأن القضاء مجرد جهاز يسير بالهواتف ولا استقلال له.
نحن بلد بدون قضاء ،والمحاكمات مجرد مسرحيات تنتهي بذبح المعارضين. ولم يسبق أن سمعنا عن إنصاف معارض يعرف الجميع أنه بريئ إلا القضاء، فيدينه.
كان رهاني أن أصدق أن قضاءنا له شخصية مستقلة، لكن رغماً عني، وما عشته اليوم أصابني باليأس وأرعبني عليك ياولدي وانت توجد بين فك الأجهزة ، وفي قضيتك وقضية سليمان لا يملك القضاء أمرَه.
كان القاضي قاسياً وهو يتهم الدفاع وسليمان في تأخير المحاكمة.
أقول لهذا القاضي أن من أخر المحاكمة هو رفض تسليم سليمان محضره لمدة سنة.
وأن دخوله في الإضراب جاء نتيجة إحساسه بالظلم: وضعه في الجناح الأمني وعزله نهائياً والضغط عليه وعلى عمر بالتفتيش المستفز وتجريده من حقوقه، وعدم تمتيعه بالسراح المؤقت رغم أن قضيته عادية ولا دليل مادي عنها.
تأخير المحاكمة لم يكن لا الدفاع ولا سليمان ولا عمر مسؤولين عنها، وإنما رغبة شيطانية في الاحتفاظ بهما بالسجن لمدة طويلة للانتقام منهما على جراتهما وشجاعتهما وإعادة تربيتهما وتقديمهما عبرة لباقي الصحافيين المستقلين ليغيروا خطهم التحريري وإلا السجن في انتظارهم.
لكن أفق المغرب لا يحتمل هذه المقاربة الأمنية ولا بد لليل ان ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر وسينكسر.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *