رسالتي إلى ولدي عمر لليوم 335 من الاعتقال التعسفي
رسالتي إلى ولدي عمر لليوم 335 من الاعتقال التعسفي وإلى سليمان في حضرة الموت وإلى نورالدين في إضرابه عن الطعام.
تحية العدالة أيها الغالي.
سيشهد يوم الغد طوراً حاسماً في محاكمتكم.
ونحن نحضر الجلسات السابقة نستحضر الأحكام الصادرة من هذه المحكمة في نفس القاعتين ومن طرف نفس الهيئة وتحركها نفس النيابة العامة ابتدائياً واستئنافياً.
كانت كل الأحكام قاسية رغم أن التهم كانت سريالية.
وهذا الأمر يجعلنا نتوجس من أن لا تتحقق لكم محاكمة عادلة تعمق عدم ثقة المواطنين في جهازنا القضائي الذي جاء في النموذج التنموي الجديد أنه يريد إصلاحه وتعزيز استقلاله. وهو اعتراف رسمي بأزمة القضاء في بلادنا.
نأمل أن تكون محاكمتكم محاكمة عادلة تقطع مع المحاكمات السابقة وتعيد ثقة الدولة والمواطنين والمجتمع في القضاء وتؤسس لعهد جديد ينهي هذا الكابوس الذي يَجثُم على حرياتنا ويخنقها ويتصالح القضاة مع المجتمع.
نريد محاكمة عادلة لجميع الأطراف.
والطرف المدني عليه أن يحضر ليقنع المحكمة بما يدعيه.
حسب القانون ، من يدعي شيئاً عليه أن يقدم الدليل عليه.
كما على المحكمة أن تستجيب لمطالب الدفاع في استدعاء شهود النفي وإجراء الخبرة الطبية.
وفي غياب هذه الشروط تصبح العدالة منعدمة والإدانة مضمونة وتتكرر نفس الأحكام في حق الصحافيين والنشطاء المدنيين والمدونين.
نحن ننتظر حلاً حكيماً لمعتقلي الريف بعد استكمال كل مراحل التقاضي ولا نريد أن نملأ السجون بخيرة شبابنا.
صورة بلادنا تضررت بشكل مسيئ جراء هذه المتابعات التي كان عليها ألا تحدث في بلادنا وليس لها اي سبب سياسي.
وإحداث انفراج حقوقي وسياسي يفتح الطريق نحو حوار عمومي بمشاركة كل الحساسيات المجتمعية التي تشتكي من غياب محاور سياسي في الدولة، ضروري في هذه المرحلة.
انفراج أصبح مطلباً شعبياً وبدونه لا يمكن أن نتوقع اتجاه الأمور في وطننا الحبيب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق