جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

المشهد السياسي المخزني *عبد الله غميمط*

بإطلالة على المشهد السياسي المخزني ، تسمع لدى مجاميع كهنة الانتخابات فقط سيادة لغة الرموز والاشخاص في حديثهم مع الوسطاء، ولا مجال للغة البرامج في منظومة الانتخابات لدى أغلبية الكائنات الانتخابية ، لأن الامر أصبح عملية استثمار من طرف كل المحترفين .
ومنذ شهور خلت ، انطلق مسلسل الاعداد للمسرحية ، فظل رموز الريع الانتخابي بمختلف ألوانهم يجولون و يبحثون في الدواوير والاحياء عن زبناء للترشح عبراسترجاع علاقات" الود " مع كل ساكنات المناطق ، ومبرزين لهم منافع العملية على المنتخب ، وهو ما أدى إلى إستمالة العديد من الشباب في القرى وهوامش المدن للمشاركة في العملية بمبرر إمكانية "التغيير من الداخل " . وهذا السيناريو تكرر منذ عقود خلت شارك فيه للأسف العديد من المناضلين الذين انتقلوا من موقف النضال مع الشعب ومقاطعة كل انتخابات الاعيان الى موقف المشاركة تحت يافطات رجعية معادية للشعب ونضالاته ،فلم يحققوا تغييرا في أوضاع الساكنة التي وعدوها بذلك ، بل تم استيعابهم من طرف منظومة الفساد فصاروا يدافعون عن المخزن ومؤسساته ، وانخرطوا في اللعبة عبر الانتقال من دكان الى آخر بحثا عن مآربهم الخاصة .
وهو ما يسجل للاسف في كل محطة من هذه العملية ، من ترشح مناضلين جمعويين أو نقابيين أو طلبة تحت لواء يافطات أحزاب النظام ، ضاربين عرض الحائط كل شعاراتهم الممانعة .
تجد أغلبية التعبيرات المشاركة في اللعبة هي تمثيلات طبقية للبورجوازية بمختلف تسمياتها ، لكن التشكيلة الاجتماعية المشكلة من العمال والفلاحين الصغار والكادحين والتجار والحرفيين الصغار والموظفين الصغار ، لا تجد أي تعبير حقيقي يعبر عن مطامحها في العيش الكريم لا في المجالس الجماعية ولا في البرلمان بغرفتيه ( شغل ، سكن ، تعليم ، صحة ، رياضة ، ثقافة ، بنيات الترفيه ، ....).
فالباطرونا الريعية عبر أحزابها المتعددة ، استطاعت أن تسيطر على كل" المؤسسات التمثيلية" التي تتفنن في التشريع لصالح الباطرونا وامتدادتها ، وعززت سطوتها عبر اعلام ممول من المالية العمومية و منحاز لمصالح البورجوازية ، وقضاء طبقي في خدمتها، مما خلق جيشا عريضا من ضحايا السياسات اللاجتماعية واللاشعبية ، المسنودة بمؤشرات دالة للفقر والبطالة والتفاوتات الطبقية في المدن والبوادي .
ورغم محاولات ايهام الشعب برهانات الانتخابات ، لا زال الوضع يزداد سوءا على المستوى الاجتماعي والحقوقي ، مما يؤكد أن طريق البديل الحقيقي لشعبنا هو النضال الجماهيري الديمقراطي الحامل لرهانات الطبقة العاملة وعموم الكادحين و المنتصر للتغيير الحقيقي.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *