بذكرى احداث صفرو 2007:الكتابة الوطنية للنهج الديمقراطي تحمل حينهاالمسؤولية فبما وقع الى السلطات التي تلجأ كعادتها الى القمع و سياسة صم الأذان
تصاعد الاحتجاجات علي ارتفاع الاسعار بالمغرب والسلطات تحاول تطويقها رفعا للحرج والتوتر
تصاعد الاحتجاجات علي ارتفاع الاسعار بالمغرب والسلطات تحاول تطويقها رفعا للحرج والتوترالرباط ـ القدس العربي ـ من محمود معروف:
انهالت بلاغات لجمعيات اهلية في عدد من المدن المغربية تدعو للاحتجاج علي ارتفاع الاسعار وضرب القدرة الشرائية للمواطنين في الوقت الذي لا زالت مواجهات دموية عرفتها مدينة صفرو (وسط البلاد) بين السلطة ومواطنين محتجين، تحتل الحيز الاكبر من اهتمام مختلف الاوساط السياسية والحزبية والحقوقية ومنظمات المجتمع المدني.والبلاغات التي تلقاها مكتب القدس العربي العشرات منها تحمل تواقيع فروع تنسيقية مناهضة الغلاء وتدهور الخدمات العمومية والجمعية المغربية لحقوق الانسان وتدعو لوقفات احتجاجية في الساحات والشوارع الرئيسية طوال الايام القادمة احتجاجا علي الزيادات الصارخة في أسعار المواد والخدمات الأساسية (خبز، طحين، زيوت، سكر، ماء وكهرباء، أدوات مدرسية …) والتي تنتهك مقتضيات العهد الدولي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي صادق عليها المغرب سنة 1979 . وحملت الصحف والهيئات الحقوقية السلطات مسؤولية العنف الذي شهدته مدينة صفرو يوم الاحد الماضي واجواء التوتر التي لا زالت تهيمن علي المدينة بعد اصرار السلطات علي مواصلة اعتقال العشرات من شباب المدينة وتقديمهم الي النيابة العامة تمهيدا لمحاكمتهم. ولم تكن مواجهات صفرو التي اطلق عليها انتفاضة صفرو الا واحدة من مواجهات شهدتها مدن وبلدات اخري مثل خنيفرة والبهاليل واغبالو لكنها كانت اقل حدة. ونظمت تنسيقية مناهضة الغلاء وتدهور الخدمات العمومية بالرباط مساء الثلاثاء وقفة احتجاجا اكد خلالها عبد السلام اديب، منسق التنسيقية ان الاحتجاجات الأخيرة بعدد من المناطق جاءت كرد فعل علي الزيادات التي مست عددا من المواد الأساسية، الشيء الذي جعل المواطن غير قادر علي مواجهة متطلبات اسرته.وجدد مطالب التنسيقية المتعلقة بالتراجع الفوري عن كافة الزيادات سواء في المواد الأساسية أو فواتير الماء والكهرباء او رسوم العلاج او في باقي الخدمات العمومية.كما طالبت التنسيقية بالزيادة في الحد الأدني للأجور والتعويضات القارة وتطبيق السلم المتحرك للأجور والتشغيل الفوري للعاطلين خصوصا حاملي الشهادات العليا، واعادة الاعتبار للمرافق العمومية عبر ايقاف مسلسل الخوصصة والتراجع عليه في عدد من القطاعات ومنها قطاعي الماء والكهرباء.وقد ردد المتظاهرون، خلال هذه الوقفة الاحتجاجية، شعارات تطالب بالوقف الفوري لمسلسل الزيادات في الأسعار دون ان تسجل الوقفة اية مواجهات مع رجال الشرطة الذين احاطوا بالوقفة بزيهم الرسمي او المدني الا ان الانظار تتجه الي يوم غد الجمعة الذي ستشهد خلاله المدن المغربية وفي وقت واحد وقفات احتجاجية. وشكلت مواجهات صفرو احراجا للسلطات وتحركت الحكومة المغربية في سلسلة لقاءات واجتماعات للحد من ارتفاع الاسعار وتطويق تداعياتها واعطيت تعليمات مشددة للسلطات المحلية بعدم الاحتكاك مع المحتجين ما داموا ملتزمين في الرنامج الاحتجاجي السلمي ولا تتم خروقات او اعتداءات علي ممتلكات المواطنين او الممتلكات العامة.وقالت الجمعية المغربية لحقوق الانسان (مستقلة) ان اجتماعا عقد بوزارة الداخلية بين وفد من المكتب المركزي للجمعية ووفد من وزارة الداخلية تمحور حول الغلاء وأحداث صفرو وبرنامج الجمعية المقبل في مجال الاحتجاج ضد غلاء المعيشة.واوضح بلاغ للجمعية ارسل لـ القدس العربي ان محي الدين افزازي مدير الشؤون الداخلية بوزارة الداخلية اكد منذ البداية وبعد عرض لأحداث صفرو ومخلفاتها ان الهدف من هذا الاجتماع ليس التدخل في برامج الجمعية ولا تحميلها مسؤولية ما جري حرصا من المسؤولين علي احترام الحريات الفردية والجماعية بما فيها الحق في التظاهر السلمي . وابلغ افزازي وفد الجمعية قرارات حكومية تتعلق باجراءات متخذة للتراجع عن الزيادات في أسعار عدد من المواد. وأكد ان المطلوب هو العمل علي الا تتكرر نفس الأحداث في الرباط ومناطق اخري التي من المقرر أن تعرف عددا من الوقفات الاحتجاجية ضد الغلاء. وكان ناشطو الجمعية المغربية لحقوق الانسان وناشطو حزب النهج الديمقراطي اليساري الراديكالي الفاعل الرئيسي في تنظيم موجة الاحتجاجات التي شهدتها المدن المغربية منذ عدة ايام. وقال بلاغ الجمعية ان وفدها ذكر ممثلي وزارة الداخلية بعدد من المراسلات التي بقيت دون رد، وأسفه علي أن الحوار لم يتم الا علي اثر الأحداث المؤسفة بمدينة صفرو مسجلا التناقض بين الخطاب حول احترام حرية التظاهر والقمع للعديد من الوقفات السلميــة التي واجهتها السلطات بالاعتداء التعسفي والعنيف علي أعضاء ومسؤولي الجمعية ومحاكمة وادانة واعتقال 8 من اعضاء الجمعية بسبب ممارسة حقهم في التظاهر.كما اشار وفد الجمعية الي ان مدينتي صفرو والبهاليل القريبة منها عاشتا علي ايقاع الاحتجاجات الاجتماعية للمواطنين عدة أيام قبل احداث يوم الاحد الماضي تعرضوا خلالها لشتي انواع المضايقات والتعنيف والتجاهل لمطالبهم وعلي رأسها فتح الحوار معهم مما يؤكد ان الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للسكان من جراء الزيادات المتتالية للأسعار والعطالة وأسلوب التضييق والتجاهل المستمرين كان لها تأثير علي الاحتقان الذي كان سائدا وما ترتب عنه من هزة اجتماعية في المدينة وطالبت الجمعية باطلاق سراح اعضاء الجمعية سواء منهم معتقلو فاتح ماي او معتقلو مدينة صفرو والمواطنون المعتقلين تعسفيا. واعتبرت الجمعية المغربية لحقوق الانسان أن المكاسب المتعلقة بالتراجع عن الزيادة في بعض الأثمان، رغم جزئيتها ومحدوديتها، هي نتيجة لنضالات الحركة الاجتماعية المناضلة ضد الغلاء وان الاجراءات المعلن عنها لا تتحدث الا علي الرجوع الي مستوي أسعار ما قبل رمضان علما ان مسلسل الزيادات بدأ منذ أكثر من سنة. وسجلت ان المواد التي تم الحديث عنها لا تتضمن كل المواد التي مستها الزيادات كمواد غذائية اخري والخدمات والطاقة. وقال بلاغ لحزب النهج الديمقراطي ان الجماهير الشعبية واجهت زيادات الاسعار والغلاء بالاحتجاج السلمي وبسلوك حضاري الا ان السلطات تعاملت معها باللجوء الي المنع و التضييق والقمع الشيء الذي ادي في صفرو وقرية اغبالو مثلا الي اندلاع انتفاضة شعبية أسفرت عن وقوع المئات من الجرحي و اعتقال عشرات المواطنين والناشطين الحقوقيين.وقال ان الزيادات في الاسعار كانت مهولة مما يمس بشكل خطير بالقدرة الشرائية للجماهير الشعبية و يعرضها للمزيد من التفقير و التجويع و يؤكد في نفس الوقت أن الاختيارات الاقتصادية التي رهنت الأمن الغذائي لبلادنا للسوق العالمية التي تتحكم فيها الشركات المتعددة الاستيطان ليست فاشلة وحسب بل تعتبر جريمة في حق شعبنا .وطالب حزب النهج بالغاء جميع هذه الزيادات و دعت القوي المناضلة والمواطنين نساء و رجالا الي التصدي الوحدوي و الحازم لهدا الهجوم علي ما تبقي من قدرة شرائية لدي الفئات المفقرة.وحملت الكتابة الوطنية للنهج الديمقراطي المسؤولية فيما وقع بصفرو وغيرها الى السلطات التي تلجأ كعادتها الى القمع و سياسة صم الأذان عوض الحوار للبحث عن الحلول للمشاكل العويصة التي يكتوي منها الكادحون وخاصة في المناطق المهمشة وتطالب باطلاق كل سراح المعتقلين وفتح حوار مع الممثلين الحقيقيين للسكان ودعت كل المناضلات و المناضلين الي توسيع حركة التضامن مع ضحايا هذه السياسة المسعورة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق