"الفلسفة" والتربية "الاسلامية" كل شيى نسبي! ( من أجل نقاش هادئ وعلمي ) .الرفيق عزيز عقاوي
"الفلسفة" والتربية "الاسلامية" كل شيى نسبي!
( من أجل نقاش هادئ وعلمي ) .
علميا ، ليست هناك مواد دراسية أو لغات يمكن توصيفها بحاملة لمضامين "تقدمية" و "حداثية" وأخرى يمكن وضعها في خانة المواد واللغات " الرجعية" و" المحافظة "!
بتعبير أوضح ، ليس من العلمي بشئ وصف مادة "الفلسفة " مثلا بمادة "تنويرية" ! ووصف مادة التربية الاسلامية خصوصا أو الدينية عموما بمادة "ظلامية " أو "تظليلية " !
هذه أحكام قيمة ليس إلا ، ولا تُلزم إلا أصحاب هذه الأحكام !
فكل مادة أو لغة مُدَرَّسَة ، ليست تنويرية أو تظليلية بذاتها ، بل هي كذلك ، بالمضمون الذي نعطيها إياها! وبالخلفيات والأهداف الايديولوجية التي تحكم الملقي émetteur في علاقته بالمتلقي récepteur ..!
فالعديد من المهتمين، والمدرسين ،والدارسين والباحثين، والطلاب من داخل المنظومة الدينية تعرضوا لأبشع الانتهاكات وصلت حد القتل والاغتيال، بعد تحريض من طرف زملائهم من داخل نفس المنظومة الدينية ، منذ فجر المعتزلة، مرورا بالصوفية ، وصولا الى القاعدة وداعش والنصرة والاخوان...!
ولعل النقاش الفلسفي بين الغزالي صاحب (تهافت الفلاسفة) وابن رشد صاحب (تهافت التهافت) لأجمل دليل على أن المضمون الذي نعطيه للشيئ هو ما يحدد هويته الفكرية والفلسفية ، وليس الشيئ في حد داته!
لقد درست على يد العديد من أساتذة التربية الاسلامية ( قبل الغزو الوهابي) الذين ارتقوا بهذه المادة الى مستوى طرح السؤال الوجودي دون خطوط حمراء ، مرتكزين علي آيات واحاديث تشجع على السؤال والنقد والتمرد كما فعل إبليس مع الله (ابليس المعارض الأول للسلطة (سلطة الإله) و إلاه تقبل معارضة ابليس لمشروعه الخلقي!
ان منظومتنا التربوية رهينة ومرتبطة بالسياسة التعليمية خصوصا ، وبالنظام السياسي القائم عموما !
هذه المنظومة التربوية هي مرآة للواقع العام (سياسيا،اقتصاديا ،ثقافيا) ! هذا الواقع العام الدي يتميز بالتخبط، بالاستبداد ، بفقدان المرتكزات و بضبابية الرؤية !( هذا الواقع ليس نتاجا لقدر مجهول ، بل هو نتيجة لتدبير معلوم )!
فحذاري ان تضع كل مدرسي الفلسفة في خانة التنوير ! وكل مدرسي التربية الاسلامية في خانة التضليل ،فكثيرا هم الأطباء الذين يخشون الجن ! ونفس عددهم من الفقهاء يسخرون من الجن ! لانهم لا يعتقدون بوجوده!
ان العديد والعديد من اساتذة العلوم (فيزياء ،رياضيات ، علوم الارض والحياة،اقتصاد ) يعرفون عن القزابري، والفيزازي، وابن تيمية مالايعرفون عن انشتاين وكوسطو وماركس..!
إن الجرح أعمق مما نعتقد ، ولابد من علاج قوي!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق