رسالتي إليك يا ولدي في اليوم 65 من الحكم الجائر و421 من الإعتقال التعسفي.
---من ماماتي---
رسالتي إليك يا ولدي في اليوم 65 من الحكم الجائر و421 من الإعتقال التعسفي.
ولدي، في مكالمتك الهاتفية اليوم طمأنتنا عن وضعك الصحي والنفسي وعن ظروف اعتقالك التي تبدوا أنها تراعي وضعيتك كصحافي وسجين رأي و التي بدأت تتأقلم معها بفعل الوقت.
ولدي عند مكالمتنا تحاول دوما أن تنقل لنا انطباعا حسنا عن وضعك كسجين وتخبرنا بأنك بخير، وتبادر بالسؤال عن وضعنا وعن أصدقائك وصديقاتك، و تريد معرفة أخبار الجميع.
نحاول جاهدين أن نصدقك و نتمنى ان تكون فعلا بخير، ونطمئنك بدورنا عنا وعن كل من تسأل عنهم.
هو كلام نستهلكه جميعا عندما لا نستطيع أن نتنبأ بما يمكن أن يحدث في ظل وضعية البلد في الوقت الحالي.
ولدي، نحن فعلا نتمنى أن يكون هناك تغيير فعلي في سياسة البلد، وأن يتدارك المسؤولون هذه الوضعية المزرية التي نعيشها جراء الحجر الصحي والأمني، و سيطرة المؤسسة الأمنية على باقي المؤسسات بما فيها القضاء. في ظل هذا الوضع إن استمر مع الحكومة الجديدة سيكون كارثيا على بلدنا من منظور حقوق الإنسان والحريات العامة.
لا نريد أن يكون هناك خنق لطاقات هذا البلد وتحجيمها و وضعها في السجن بناء على شبهات وتحت إشراف شرطة قضائية تبين سوء نيتها ومحدودية خبرتها،و في ظل نيابة عامة لا تجتهد ولكن تقوم بدور التلميذ الكسول الذي ينقل مما حررته الشرطة القضائية دون تمحيص أو تحقيق فعلي لينتهي كل هذا أمام قضاء لا يستطيع ان يناقش ما وصله ولا ان يطالب بالاستماع لأدلة الدفاع وشهوده، مخافة أن ينفضح زيف ادعاءات النيابة العامة والشرطة القضائية.
نحن نعلم ياولدي أخلاقك وطيبة قلبك، وتعاطف الناس معك بمجرد معرفتك، وقد لمسنا حب الناس لك من طريقة تعامل موظفي السجن معنا كلما حملنا لك حاجياتك الضرورية من لباس وكتب وجرائد ومال، كيف يتم مخاطبة ادريس باحترام كبير من قِبَلِ كل من يقابله مخاطبا اياه أنت والد عمر الراضي...
المهم، نحن نحس بنوع من الاطمئنان في هذا الجانب ونعرف بأنك اجتماعي بطبعك ورغم عزلتك فقد استطعت أن تكسب تعاطف و احترام سجانيك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق