جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

رسالتي إلى ولدي عمر لليوم 66 من الحكم الجائر ولليوم 422 من الاعتقال التعسفي.

 رسالتي إلى ولدي عمر لليوم 66 من الحكم الجائر ولليوم 422 من الاعتقال التعسفي.

تحية الصمود ياعمر.
رغم ما نعبر عنه عادة من خلال رسائلنا اليومية عن ألمنا جراء اعتقالك احتياطياً لأكثر من سنة والحكم عليك بدون أدلة بست سنوات، إلا أننا نضع هذه المحاكمة في سياق سياسي يشهد ردة حقوقية شديدة تسببت في إضعاف المقاومة السياسية ووجد المواطن نفسه وحيداً في مواجهة الهجوم الطبقي على حقوقه وحرياته عن طريق حراكات اجتماعية ومدنية ووجهت بقمع شديد وأحكام ظالمة.
اعتقالك واعتقال عدد من الصحافيين والنشطاء المدنيين يجعلكم على رأس المقاومين لهذا الهجوم الطبقي وهذه المقاربة الأمنية، وهذا ما يفسر التضامن الواسع معكم وطنياً ودولياً، وهو ضريبة تؤديها أنت ومعتقلو الرأي نيابة عن هذا الجيل كما قلتَ في محاكمتك الأولى.
ويبقى العمل الصحافي الاستقصائي المستقل الذي يشتغل على ملاحظة السياسات العمومية بإجراء تحقيقات حول تصريف هذه السياسات وما تشهده من فساد ، أكثرَ إحراجاً للسلطة التي تقع تحت توجيه التحالف الطبقي الريعي.
نحن ياولدي بقدر ما نتألم لتغييبك بقدر ما نشعر بالافتخار بصمودك وعزيمتك ووعيك العالي بما تتطلبه هذه المرحلة من صمود في مواجهة الردة الحقوقية التي نعيشها منذ عقد من الزمن.
وما تشتغلون عليه لا يشكل خطراً على الدولة وإنما خدمةً للوطن في كشف اختلالاته التي يجب على المسؤولين قراءتها جيداً لتصحيح الاعطاب السياسية والاجتماعية وتنبيههم إلى الفساد الذي يهدد تماسك الدولة.
ما تقومون به حق أصيل وواجب وطني يستوجب التتويج لا الاعتقال والانتقام.
عشر سنوات مضت على هذه المقاربة الظالمة وانتهت إلى ما انتهت إليه بتأزيم الدولة على جميع الأصعدة وبدات مرحلة أخرى نجح فيها ألغوريتم السلطة في إخراج خريطة سياسية تناغمت وتكاملت في السيطرة على الجماعات والجهات والبرلمان والحكومة.
اقتسم ثلاثة أحزاب الجهات ال 12، كل حزب ظفر برآسة أربع جهات والبرلمان والحكومة في عملية حسابية محسوبة حساباً دقيقاً.
لا نستطيع رسم معالم المرحلة المقبلة التي عليها أن تبني شرعيتها بفتح الفضاء العمومي في وجه المجتمع بكل حساسياته وأن تبدأ بوضع حد لهذه المقاربة الأمنية وإطلاق الحريات.
ورغم صعوبة رهاننا على هذه المرحلة في نقل المغرب إلى واقع آخر ومغرب آخر، مغرب العدالة الاجتماعية والديمقراطية، إلا أن أملنا في المستقبل يبقى قائماً.
الحرية للأحرار.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *