رسالتي إليك أيها الغالي في يومك 86 من الحكم الجائر ويومك 442 من الاعتقال التعسفي
رسالة ماماتي:
رسالتي إليك أيها الغالي في يومك 86 من الحكم الجائر ويومك 442 من الاعتقال التعسفي لن تختلف عن سابقاتها.
ولدي الغالي، رسائلنا إليك وإلى كل معتقلي الرأي هي رسائل استغاثة وتنديد في آن واحد.
رسائل استغاثة لمن يهمه الإنسان بالدرجة الأولى، و لمن يريد لهذا الإنسان أن يحيى كريما، و أن يتمتع بكل الحقوق التي أقرتها الدساتير والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان.
من حرية التعبير وحرية المعتقد والمساواة بين كافة المواطنين والحق في التعليم والتطبيب وحرية التنقل و...
رسائل تنديد واستنكار لما يقع من فوارق طبقية وتفاوت في التعامل مع المواطنين و التمييز العنصري و سيادة الفساد ومحاربة كل من ناهض وأشار لهذا الفساد وتلفيق التهم للوطنيين وتمجيد المتملقين والفاسدين ومحاربة كل من سولت له نفسه الخروج عن الواقع المفروض.
نعم يا ولدي لقد وصلنا اليوم ل442 من الرسائل التي لم نتوانى عبرها عن المطالبة لك ولباقي معتقلي الرأي بالحق في مقاضات عادلة و أن تكون المتابعة في حالة سراح تبعا لمبدأ " المتهم بريء حتى تثبت إدانته".
ولكن يا ولدي مرت كل أطوار محاكمتك انطلاقا من استنطاقاتك عند الفرقة الوطنية للشرطة القضائية مرورا بمسلسل التحقيقات عند قاضي التحقيق وصولا لجلسات المحكمة التي شاهدنا خلالها كيف يتم التعامل معك والتضييق عليك وحتى على الحاضرين لمحاكمتك، لقد أحسسنا بأن كل هذا المسلسل القضائي متحكم فيه بخيوط غير مرئية، لا تهتم بأدلة النفي ولا شهود النفي وإنما تريد أن تسرِّع الأمور أمام العالم و تُظهر أن المحاكمات تمت في ظروف سليمة وقانونية.
لكن المراقبين والعارفين بقوانين المحاكمات يخلصون إلى أنه قد شابت هذه المحاكمات خروقات قانونية ومست بالحق في التقاضي العادل.
ولدي الغالي، كنا نتمنى أن تغير السلطوية من أسلوبها مع مجيء الحكومة الجديدة، ولكن خاب ظننا مع أولى الامتحانات، حيث منطق المنع هو السائد، كل أشكال الاحتجاج والتعبير عن الظلم والقهر، تم منعها.
منعت وقفة عائلات المختطفين ومجهولي المصير وضحايا الاختفاء القسري التي دعا إليها المنتدى المغربي للانصاف ولجنة تنسيق العائلات، ومنعت وقفة الجمعية المغربية لحماية المال العام للتنديد بعودة تربع الفاسدين ومختلسي ومبدري الأموال العمومية لمراكز القرار، منعت وقفة التضامن مع المؤرخ المعطي منجب الذي يتم التضييق عليه بدون مبرر ومنعه من مغادرة البلاد كما تم منع وقفة التضامن مع الفقيه ابوعلين..وهذا غيض من فيض، سياسة المنع هذه والتضييق وتكميم الأفواه لن تجدي نفعاً إن لم تؤدي إلى مالا يُحمَد عقباه.
يبدو أن من استطابوا الكراسي الوثيرة لم يعد يهمهم من هم تحت، ولم يعودوا يكترثون لنوائب الزمان، فحَذارِ، فالزمن دوّارٌ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق