رسالتنا إليك اليوم يا ولدي في يومك 91من الحكم الجائر و 447 من الاعتقال التعسفي،
رسالتنا إليك اليوم يا ولدي في يومك 91من الحكم الجائر و 447 من الاعتقال التعسفي، رسالة خاصة من صديقة عزيزة أبت إلا أن تشاركنا لوعة الكتابة اليومية إليك.
إليك رسالة من الصديقة Saida Alami:
عمر...
يحدث أن يرن الهاتف ويكون المتصل عمر الراضي فاضح الفساد وصفقات الأراضي..و يحدث كذلك أن يحقنك عمر من وراء الأسوار بجرعة حماس مركزة لا تجود بها الأيام عادة تزيدك إصرارا وعزيمة و تذيب جميع هواجس الإحباط و دركات الهزيمة...
سعدت بالتحدث معك اليوم رفيقي عمر.. لازالت نبرات صوتك التي تنضَح بالحياة تداعب مسامعي أيها العاشق للحياة والعازف لاناشيد الحرية... لازالت ضحكاتك المعلِنة للتحدي والنصر تتردد بداخلي و تحتل مساحة شاسعة بين أفكاري وتزيد من حجم المسؤولية الملقاة على عاتقي اتجاهك واتجاه رفاقنا المعتقلين..
نعم انت الآن في السجن والسجن للشرفاء تاج وميثاق من عاج ليس بيت عنكبوت نوافذه من زجاج..
لقد أحرجتَهم رفيقي حين فضحت فسادهم وكشفت عورتهم. حاصرتهم بوابل من التهم كان بمثابة بركان من الجمر والحمم.. استنكرت افتراسهم للأرزاق واغتصابهم للحقوق في زمن الردة والعقوق.. لم يجرؤوا على مواجهتك ولا متابعتك لأنك أطحت بالأسد في عقر عرينه... فمكروا مكرهم ونسجوا كيدهم المعتاد واستعملوا لغتهم المتداولة، لأنهم قطاع طرق ولم يكونوا يوما فرسانا، في عصر البهتان والخذلان...
طرقوا بابك من الواجهة الخلفية لأنهم جبناء لا يملكون أدوات المواجهة.. فكانت التهم مضحكة تنم على أن مهندسها لا يزال في سنة أولى خبث..
من سيصدق يا عمر أن رجلا في نضجك وثقافتك يمكنه انتزاع شهوة عابرة بالقوة إن لم تكن أنت المُشتهى.
ومن سيصدق يا عمر أنك كنت جاسوسا لدولة أجنبية وانت المتشبع بعشق صوفي لوطنك والمناضل المرابط من أجل تحسين أوضاع البلاد ورفع منسوب التنمية...
أخبرك اليوم يا عمر أن الشعب وشَّحك بوسام الشرف بدرجة فارس لأنك كنت حارساً على مصلحة الوطن.. واهنئك كذلك كون أمك فتيحة ووالدك إدريس.. فكل قواميس اللغة والبلاغة والبيان ليس باستطاعتها سرد تضحياتهما ومجهوداتهما الجبارة حيث أصبحا رمزا من رموز الصمود والثبات قل نظيره..
في الأخير سأجدد العهد انا ورفاقي المناضلين معك و مع جميع المعتقلين داخل وطننا الجريح ونخبركم اننا سنظل مرابطين في الميادين وسنكتب المقالات والشعر في الدواوين حتى تصبح الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية عين اليقين..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق