رسالتي إلى ولدي عمر لليوم 171 من الحكم الجائر ولليوم 536 من الاعتقال التعسفي.
رسالتي إلى ولدي عمر لليوم 171 من الحكم الجائر ولليوم 536 من الاعتقال التعسفي.
مساؤك حرية ياولدي.
تعاندنا أعطاب الهاتف فمنع عنا تواصلنا معك.
افتقدنا مكالمتك البارحة بعد انتظار طويل.
ظلت آداننا وعيوننا لا تبارح هاتف والدتك حتى انقطع الأمل وحل اليأس والأسى وتكاثرت الافتراضات.
في الواقع، الأعطاب في كل مكان.
قد نقبل عطب هاتف السجن لأن إصلاحه متاح وغير مكلف.
لكن الأعطاب الإقتصادية الإجتماعية التي يعاني منها بلدنا في التعليم والصحة والسكن والشغل، يتطلب إصلاحها عدة عقود ،مع التضحية بجيل أو جيلين بسبب تراكم أعطاب سياسات الحكومات المتعاقبة.
هذا إذا افترضنا أننا سنبدأ العدَّ والاستعداد من الآن.
أما أعطاب الحقوق السياسية والمدنية فتشكل حجر الزاوية في الانتقال الديمقراطي الذي لم ينطلق بعد رغم التضحيات الجسيمة التي قدمها الوطنيون من أجل وطن يحكمه القانون في مناخ تطبعه المساواة بين المواطنين في الواجبات والحقوق وربط المسؤولية بالمحاسبة.
كان من نتائج هذه الأعطاب تغوُّل سلطوي وأمني للتغطية على ردود أفعال المواطنين وقمع غضبهم.
واستشرى الفساد الاقتصادي والسطو على ممتلكات الدولة والمواطنين عن طريق التزوير والغش أمام ضعف القضاء على حماية حقوق المواطنين.
وتوجهت سهام القمع والمحاكمات نحو الأصوات الحرة التي راحت بكل وطنية وصدق وشجاعة، تُنبه المسؤولين إلى هذه الأعطاب.
وتأسست لهذه المهمة البئيسة مقاولات إعلامية فقط، لاستهداف الصحافيين المستقلين بالتشهير والتحريض عليهم.
والعطب الأكبر هو التضليل الإعلامي والتطبيل للفشل وتسويقه على أنه إنجازات.
وهذا التضليل هو أشد أنواع القمع.
وحده الاختيار الديمقراطي كفيل بإنقاذ الدولة والمسؤولين قبل مواجهتهم من طرف الغاضبين من أبناء الشعب.
دعوا أبناءنا يشاركون في إصلاح هذه الأعطاب تحقيقاً للاستقرار الفعلي والسلم الاجتماعي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق