الزرقطوني والزيراوي يحاولان انقاذ زروال من الاعتقال
الزرقطوني والزيراوي يحاولان انقاذ زروال من الاعتقال
يوم 5 نونبر 1974، كان عبد اللطيف زروال عضو الكتابة الوطنية لمنظمة إلى الأمام على موعد مع أحد القياديين بمنظمة 23 مارس. كان رفيقه أبراهام سرفاتي قد اتفق معه قبل الموعد بنصف ساعة على العودة إليه في ساعة لاحقة وكان مكان اللقاء هو ملتقى شارعي الزيراوي والزرقطوني بالبيضاء. انتظره أبراهام لكنه لم يأت وهو المضبوط المواعيد. كان عبد اللطيف قد سقط في كمين نصبته له الشرطة السرية. فهو لم يكن يعلم بأن الشخص الذي سيلتقيه قد اعتقل واعترف بمكان وزمان الموعد.
*********
في ملتقى شارعي الزرقطوني والزيراوي كان يقفان ...
يحملقان في كل المارة...
في يد كل منهما صورة لزروال...
لم تكن للسيارات وهي تجتازهما اي حدث يوقف انتباههما عن متابعة الطريق...
كانا كالهواء ...كالنسيم ...
على الرصيف كانا يتابعان تحركات رجال غلاظ يرتدون معاطف طويلة يحيطون باحدهم مصفر الوجه بائس القسمات منحني الظهر...لايكاديظهرمنه الا ملامح تائهة..وجسمه يرتجف من لفحات برد قارس...
في غضب قال الزرقطوني :
-الم يجد هؤلاء القتلة مكانا غير مكاننا ليقترفوا فيه جريمتهم هذه...على اي ساسبقهم اليه واناوله حبة السم هذه لارحمه من جحيم العذاب الذي ينتظره؟؟
هز الزيراوي راسه:
-لااظن اننا سنتمكن من التواصل معه فليس بامكاننا الا النفخ في وجهه بريح لن تثنيه عن مصيره المحتوم...
فجاة صرخ الزرقطوني بقوة ترددصداها في مسامع الزيراوي كصوت الرعد:
-اسرع...اسرع نلتقيه هاهو ات من ذلك المكان!!
احاط الشهيدان بزروال وهما ينفخان في وجهه بقوة ويصرخان:
-ارجع...ارجع سيقتلونك انهم مع من معك في الموعد ارجع ...ارجع...
وفي محاولة يائسة كان الزرقطوني يحاول شده من يده مادا اليه حبة السم ...لكن دون اي فائدة فلم يكن يلتفت الى صراخهما ولم يكن يهمه الا الوصول الى مكان اللقاء المحدد سلفا.
غطى زروال وجهه بياقة معطفه مداريا ما حسبها ريحا...واستمرفي مسيره والشهيدان يصرخان ويضربان على افخادهما بقوة ودموعهما تنزل مدرارا على حذاءه وجوانب من سرواله...
ارتفع منسوب الغضب العاجزفيهما وهما يتابعان اعتقال زروال ونظرات الغضب في عينيه لمن خان موعد اللقاء والذي توارى كالفار المذعورحانيا راسه متحاشيا ان لاتلتقي الاعين بالاعين...
عاد كل منهما الى شارعه...
وغابت سيارة القتلة وسط الزحام...
اعاد الزرقطوني حبة السم الى جيبه ومسح الزيراوي اثارضربات رصاصة الغدر التي اصابته من يد احمد الطويل وارتكن كل منهما في لوحة شارع باسمه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق