رسالتي إليك يا ولدي في اليوم 543 من الاعتقال التعسفي واليوم 178 من الحكم الجائر
رسالتي إليك يا ولدي في اليوم 543 من الاعتقال التعسفي واليوم 178 من الحكم الجائر تحمل في طياتها جديد واقعنا اليوم.
تحية اليوم إليك ياولدي، هي تحية النضال والصمود ممن خبروا الاعتقال والسجن إبان سنوات الجمر الرصاص وما أدراك ما هي، إنها سنوات الرعب والقتل المعنوي قبل الجسدي.
لم تنفع معها إنشاء هيئة الانصاف والمصالحة مع الأسف في تحقيق العدالة الانتقالية.
لقد نظم اليوم رفاقك في لجنة التضامن معك ومع كل معتقلي الرأي لقاءاً تضامنيا بمقر الكونفيدرالية الديمقراطية للشغل، تم خلاله تناول ظاهرة الاعتقال السياسي بين الأمس واليوم.
لقد كان هذا اللقاء مناسبة لنا لنتعرف ونستحضر مجموعة من اللحظات التاريخية المؤلمة جدا عبر مداخلات حضور متميز.
هذا الحضور يمثل أجودَ نخبة علماً وفكراً وأخلَصَها وطنيةً رغم تغييبها غصباً من طرف السلطوية.
لقد كانت شهادات المعتقلين السابقين مؤلمة جدا وتحمل عِبَراً لمن يريد أن يستفيد من الماضي وأن يصحح خطواته لبناء مستقبل للجميع ولكن الأنظمة الاستبدادية لا تستفيد من ماضيها ولا تفكر في التغيير لأن أقصى ما تبحث عنه هو الهيمنة عبر القمع والاستنزاف.
استمعنا بتأثر لمداخلة الأساتذة عبداللطيف الصاوي وفؤاد عبدالمومني وسيون أسيدون وحسن الصعيب والمؤرخ المعطي منجب ومفاجأتنا كانت الاستماع الى الصديقة زينة أوبيهي وتجربتها مع الاعتقال السياسي و العنف الذي كان يمارس ضد المرأة والرجل سيان. وذكَّرت بمجموعة من المعتقلات السياسيات، في الوقت الذي كنا نعتقد فيه أن الاعتقال السياسي يتعرض له الرجال فقط.
واستمعنا لشهادة الأستاذة أمينة اليزمي وهي أخت معتقل و آخرَ كان منفيا تكلمت عن نضالها الى جانب عائلات المعتقلين و كيف شكلوا لجنا للدفاع والاتصال بالمسؤولين من أجل التعريف بالسجناء والمطالبة بأن يتم التعامل معهم على أساس أنهم معتقلون سياسيون و ليسوا سجناء الحق العام.
كان هذا من بين مطالب المعتقلين وعائلاتهم الذين استطاعوا على الأقل أن ينتزعوا مجموعة من الامتيازات بفضل تضامنهم و بقوة نضالهم.
ولدي الغالي، لقد كشفت شهادات اليوم عن فظاعات الاعتقال السياسي سابقا وحديثا رغم إنشاء هيأة الانصاف والمصالحة وكأنها لم تكن لمنع التكرار وقد أدار هذا اللقاء الأستاذ خالد البكاري بحنكة وبشغف.
لقد رفرف إسمك عاليا يا ولدي و تم ذكر شجاعتك وعزيمتك القوية في مواجهة الشدائد ناهيك عن مهنيتك و إبداعك في صحافة الاستقصاء واستهداف هاتفك بواسطة برمجية للتجسس عليك و التضييق على عملك في الوقت الذي تنشط فيه صحافة التشهير بدون حسيب أو رقيب.
كان اللقاء ممتعا صراحةً لأنه أعطانا فكرة عن تأثير التضامن المكثف و دوره في فك العزلة عن المعتقل والتعريف به والمطالبة بمساعدة الجمعيات والمنظمات الحقوقية والأحزاب وحتى من هم في مراكز السلطة لإحراجهم من جهة وللدفع في حلحلة موضوع الاعتقال السياسي.
فالتضامن هو الركن الأساسي لمساعدة المعتقل.
وفي إطار مداخلة كل من الأستاذ المسعودي و الأستاذ قنديل، وهما من هيأة دفاع عمر وسليمان،فقد أكدا على أن ملف عمر وسليمان فارغ وأن الغرض هو اعتقالهما.
سنستمر في النضال الى أن يغادر آخر معتقل سجن الظلم.
سلامي لك يا ولدي فأنت بين أحضان نخبة المجتمع الحقيقية وإلى أن تتحقق العدالة لك ولكل المعتقلين سلام وتضامن الجميع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق