جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

وداعاً بدران جابر ... يا عناد جبال الخليل

 وداعاً

بدران جابر ... يا عناد جبال الخليل
لقد سبقك اسمك وتاريخك ونضالك.. كم كنت سعيداً بمعرفتك وإن كانت قد تأخرت ..!
هكذا تعارفنا لأول مرة، كان الكلام أليفًا جدًا، كأننا نتذكر شيئا نعرفه أصلًا، تحدثنا عن تاريخ الفدائي القديم "أبو منصور"السويركي ومعاركه في جبال الخليل وقتاله حتى آخر طلقة فكان شهيداً، راوياً بدمائه ثرى الخليل التي كانت تحكي أسطورة كفاحية أوجعت المحتل وأرّقته وأفزعته.. ثم على وقع الحكاية كانت صداقتنا، هكذا يتعارف الرفاق دون أن يلتقيا، تسمع صوته دون أن تراه، بين حين وآخر يطل بقامته النضالية العالية والعابرة للحدود .. وللجدارات الفاصلة و الخطوط المفتعلة التي تحاصر كل واحد منّا في موقعه الجغرافي ، الشيء الذي قررنا ألا نسميه غير الوطن و نحاول أن نرصده على الخريطة، كحيلة يائسة لمراوغة ما فرضته السياسة البائسة.
شيخ المناضلين، الكبير بتاريخه، القلب الطيب صاحب الحضور المطمئن الذي لم يعبأ بكل سنوات القهر، ومن سجن الى سجن.
عندما يدلي بتصريح مقتضب أتخيله خبيراً عقلانيًا في اصول النضال: وأسأل كيف أمكننا ألا نلتقي؟
ذات حرب وبنشوة النصر ، كتب لي مستبشراً "ننتظركم عبر كل البوابات...طال المشوار في غربة يبدو ان نهايتها على مرمى أكثر من حجر!! تحيات من الخليل بلدكم".
المُعلم الذي يقرأ دروساً مختصرة وبجمل قصيرة ولكن بالغة المعنى ، كمن يلقي حجراً في ماءٍ راكدة فكتب مرة : ١ : رسالة الثقة. الايمان بالعمل المخلص والوفاء للجماهير طرح قضاياها واعتبارها الملهم للنضال . ٢: قراءة الوقت. اهمية اختصار الزمن لتقترب صحوة اهل الكهف، فهي الكفيلة بإعادة الوقوف على القدمين.!! ٣: الشكوى ليس لغياب الامل ولكن للتغييب المتعمد للزمن والفعل الذي يجب أن يقوم به الطليعيون الصامتون ..غابت حتى الزوبعة في الفنجان!!
هذه المبادئ التي قاومنا من أجلها، تمسك بها بصلابة وجدّية، والمسيرة الشجاعة ، والزهد الثوري والسجايا الوطنية والنزاهة والصدق والشمائل العالية وقوة التحمّل وتحدي الظلم، يجمع داخله كل مواصفات الرفاق الذين احتضنهم بكل الألفة ، والاسماء التي صاحبته على مدى هذا الطريق.
يرحل رفيق الحكيم على توقيت يوم رحيله ، لكن هذا الرحيل بدا استسلاماً للقدر النهائي، لمن خَبِر منازلة الغُزاة فكان الموت حينها أليفًا وبديهيًا، ولكن الأسى المباغت يكون أكثر قسوة، وربما بقدر الفشل الذريع في الهروب منه!
طوبى لمن سجل اسمه في سجل البطولة، وفياً للحلم والدرب والفكرة والهدف.. سيظل بصمة خالدة في افئدة ناسه ورفاقه وفلسطين التي قاتل تحت رايتها حتى الرمق الاخير !
Marwan Abdelal



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *