عملية إنقاذ الطفل المغربي ريان من بئر عميقة تحبس الأنفاسbbc/الجزيرة/العربية/فرانس 24/ أخبار الشرق/وكالة الاناضول
عملية إنقاذ الطفل المغربي ريان من بئر عميقة تحبس الأنفاس
يوم صرفت الثروة على الكرة والاولياء ومهرجانات البذخ وناطحات الضباب، يومها ضاع ريان وضاع المغاربة.
جزء من مقال لعبداللطيف علوي من تونس، يستحق القراءة والتأمل...
أنا لا أؤمن إطلاقا، بأنّه في مثل حالتنا ونكبتنا هذه، يمكن أن يكون للرياضة أيّ دور في تقدّم الشّعوب أو التعريف بالبلد أو تشريفه أو رفع رايته.
ولا أرى أيّة قيمة ولا مهابة للعلم الذي يرتفع في مثل هذه المناسبات الرياضيّة.
لا أرى في ذلك أيّ فخر، حتّى ولو عاد لنا أولئك الرياضيّون موشّحين بالذهب والياقوت والألماس!
ليست المشكلة فقط أنّنا دائما نخسر ...
المشكلة أنّ هذا النوع من الوطنية، هو نوع مغشوش، فاسد، عديم القيمة، يضحكون به علينا وينفخوننا كالطبول، فنقرقع ونفرقع بكلّ غباء وعبط !
ما فائدة أن يرفع العلم في المريخ، وهو منكسر ذليل في قلوبنا؟
العلم ليس خرقة ترفع على السارية، العلم رمز نشعر بوجوده يملؤنا حين نشعر بالانتماء الحقيقيّ إلى بلد يحترم مواطنيه ويكفلهم ويحرسهم ويوقظهم كلّ يوم على أمل جديد.
العلَم حالة... حالة عزّة وكرامة وسيادة يشعر بها الناس، فإذا غابت تلك الحالة، صار مجرّد خرقة باهتة بلهاء بلا كبرياء!
تلك المليارات الطائلة، التي تصرف من أجل رفع العلم في الكاميرون أو روسيا أو في البرازيل أو كندا أو حتى على الهملايا أو على سطح القمر، أولى بها أن تعالج مريضا، أو تعلّم طفلا كسرته الظّروف وجعلته يتسكّع في الشوارع، أو تنصف مظلوما، أو تسقي عطشانا في قرية من قرى العذاب، أو تطعم جائعا، أو تكسو عاريا، أو تبني بيتا لعائلة مشردة، أو تطبع كتابا ينشر النور في العقول...
عندها فقط يشعر الإنسان أنّ لعلم بلاده قيمة، دون حاجة إلى أن يراه يرفرف في أقاصي الدنيا.
بالنسبة إليّ، مادام هناك جائع واحد في هذا البلد، فإنّ كلّ هذه الأموال التي تذهب تحت مسمّيات دعم الرياضة في المحافل الدولية، أو دعم أفلام الجنس الرخيص ومسرحيات الزوايا المظلمة وثقافة الأحزمة، كلّها فساد موصوف لا أكثر ولا أقلّ !
العلم سيظلّ يرفرف دائما في قلوب الأحرار، سواء سجّل اللاعبون أو لم يسجّلوا.
لماذا لا تريدون أن تفهموا ؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق