رسالتي الى ولدي عمر لليوم 252 من الحكم الجائر ولليوم 606 من الاعتقال التعسفي.
رسالتي الى ولدي عمر لليوم 252 من الحكم الجائر ولليوم 606 من الاعتقال التعسفي.
لك سلام جيل الشغف، جيلنا في بداية الثمانينات.
سافرنا اليوم إلى مدينة القنيطرة في رحلة عبر الزمن وكأننا عدنا إلى عهد الشغف بالمعرفة والإخلاص والوفاء.
سبب هذه الرحلة في الزمان، حضور تكريم واحد من رفاق هذا الزمان، كان له أثر ما أنا عليه الآن.
المرحوم محمد بلاط وافته المنية قبل سنتين وتأخر تأبينه بسبب الحجر الصحي.
محمد بلاط كان أولَ من أطرني في أول حلقة لي في الشبيبة الاتحادية وأنا في السنة الأخيرة من التعليم الإعدادي وفتح لي الطريق نحو الشقاء النضالي.
لبينا دعوة رفاقه في الكنفدرالية الديمقراطية للشغل بمدينة القنيطرة وحج عدد كبير من المخلصين لتجسيد فكرة الوفاء لرموز النضال الشقي ومثالية نكران الذات والتضحية بكل شيء في سبيل التغيير السياسي والانتقال الديمقراطي إلى مجتمع الحريات والعدالة الاجتماعية والكرامة.
وكان هذا التكريم مناسبة لمفاجأة لم أكن أتوقعها.
فاجأني حضور رفاقي في الجمعية المغربية لتربية الشبيبة بداية سنوات الثمانينات.
تفرقت بنا السبل، لكن ونحن نعانق بعضنا ذابت كل السنوات التي فرقتنا وكأننا ما زلنا في هذه السنوات.
هؤلاء من أوفى وأرق وأعذب الرفاق.
تعلمت منهم الكثير وانا البدوي الذي جاء إلى المدينة ليتعلم، فكانوا مثالاً للحضن الدافئ .
سألوا عنك كثيراً وعبروا لك عن تضامنهم وإعجابهم بك وبشجاعتك وعملك.
كان طلب بعض الرفاق أن نمضي الليلة عندهم، لكن إحساسنا بأننا سنتركك وحيداً إذا نحن ابتعدنا عن الدار البيضاء، خصوصاً وأن سجن عكاشة قريب من مسكننا.
عدنا للدار البيضاء لنشعر بقربك، محملين بشعور رائع بته أصدقاؤنا ورفاقنا من جيل الشغف والدراسة والحماس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق