تكريم الحقوقي البارز إدريس أومحند
تكريم الحقوقي البارز إدريس أومحند
المناضل الصوفي إلى حد الفناء بحقوق الإنسان:
مساء أمس نظمت الجمعية الطبية لإعادة تأهيل ضحايا العنف وسوء المعاملة بالقاعة الكبرى للمقر الوطني للحزب الاشتراكي الموحد بالدار البيضاء،
لم أتمكن من الحضور وتمثيل منظمة العفو الدولية / بالمغرب بسبب وعكة صحية ألمّتْ بي،
لكن المنظمة كانت حاضرة في شخص الصديقين ثريا بوعبيد ومصطفى لختيري إلى جانب صديقنا المكرم إدريس أومحند أحد الرواد المؤسسين لأمنيستي بالمغرب.
فيما يلي نص كلمتي التي بعثت بها إلى المنظمين. .
صديقي المناضل الصُّوفي الجميل
إدريس أومحند
الصديقات والأصدقاء
أتوجه بعميق الشكر والتقدير باسم منظمة العفو الدولية أجهزة ومسؤولين الى الجمعية الطبية لإعادة تأهيل ضحايا العنف وسوء المعاملة على هذه الالتفاتة الطيبة بتكريم المناضل الحاضر دائما في مقدمة الصفوف ، الصديق الصفي
و المناضل الصّوفي إلى حد الاتحاد و الفناء بقضية الدفاع عن حقوق الإنسان، عرفته شابا كان لا يتوقف عن الحركة ، جذوة مشتعلة تضيء دروب النضال بكل تقاطعاتها وتفرعاتها في صفوف الاتحاد الوطني لطلبة المغرب خلال سنوات الرصاص ، ونقابيا عصيا عن التطويع والترويض في الحركة النقابية ، وإنسانا باب بيته بدون قفل مفتوح للجميع يقاسمهم النزر القليل مما يملكه ولو كانت به خصاصة.
رجل فريد ضمن جيله ، مكشوف قلبه على الألم الإنساني، ينبض بكل نبضات الجماهير وأطيافهم السياسية وألوانهم النقابية ومشاربهم العقائدية، يقترب من الجميع إلى درجة الذوبان لكن لاينحاز إلا للحق ، وفي حمأة الاختلاف والصراع والتباين لا ينتصر لأحد، يسير في الطريق بين كفتي الميزان يوحِّد ولا يفرق، وبهذا ظل يحتلُّ موقعا متميزا بين تيارات النضال وفصائل السياسة لا أحد ينكره، فكما كان بابه مشرعا لكل الرياح ،كانت أبواب التنظيمات باختلافاتها تفتح له ، لقد جسد حالة نوعية في النضال والصلابة والصدق والثبات على الموقف، والتمسك بأهداف وحقوق المستضعفين طليقا أو معتقلا ، ففي السجن كان يوزع كل أشيائه الصغيرة من السجائر إلى الأدوية ومن ملابسه الخاصة إلى نصيبه من الخبز، ينتقل من زنزانة إلى أخرى يدعم ، يعطي ينصت إلى الشكوى ويبلسم الجراح الخفية المسكوت عنها.
هذا صديقي إدريس الذي عرفته المناضل ذو النزعة الإنسانية اللامحدودة.
كنت أود أن أكون اليوم معك كما عهدتني دائما،
لولا وعكة صحية حلَّتْ في صدري.
أذكرك بهذه المناسبة حينما كنا في قبو الموت السري في مكان ما بالرباط ، كدنا نموت اختناقا وقد نفذ الأوكسجين وخيم علينا الموت وساد الصمت الرهيب ، فانطلقنا معا نبحث عن فجوة هواء برفع صوتنا بأغاني الشيخ إمام وضج المكان وفتحنا تلك الفجوة، وبقينا أحياء وهزمنا الجلاد
فاسمح لي ياصديقي أيها المناضل الشيخ الصوفي وقد منعني المرض أن أضمك إلى صدري وأعلن أمام هذا الملأ أنني مريد من مريديك، وتلك الفجوة الصغيرة التي فتحناها في جدار سنوات الرصاص صارت رحبة يتدفق منها هواء كثير يتنفسه مريدوك الكثر ، والكل يعترف بدورك ومكانتك وسخاء عطائك وتضحياتك . إنك أيها المعلم الكبير تلهمنا وتجعل الأجيال الجديدة تنظر إليك باعتبارك ضميراً إنسانيا حيا ينذر في هذا الوطن عرفتك ابنتي في معركتك من أجل الحياة وإلغاء عقوبة الإعدام وصارت تلهج باسمك باستمرار فقد تعلمتْ منك أن الإنسان بلا قضية يكافح من أجلها لا حياة له .
نكرمك اليوم مناضلا فذا ونرى فيك ذلك الوطن الجميل والمغرب العميق، في لباسك البسيط وبسمتك المحفزة وسخريتك الأنيقة ،الوطن الذي نحبه حاضر في صورتك وسلوكك وتفانيك والتزامك و طيبوبتك و انفتاحك المستنير.
دائما تبني مواقفك على مبدأ التسامح،
لكنك تكون حاسما وقاسيا حد الوجع
بصراحتك ونزاهك وشفافيتك دفاعا عن القيم النبيلة.
أنا المريد فاقبل اعتذاري إن لم أكن إلى جانبك اليوم، عرفتك وعاشرتك وخبرتك ولن أخلعك أبدا، لقد هزمتَ الكثير من أعداء الشعب ، ولي اليقين بصمودك أنك ستهزم المرض اللعين .
صديقك محمد السكتاوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق