رسالتي الى ولدي عمر لليوم 279 من الحكم الجائر ولليوم 633 من الاعتقال التعسفي.
رسالتي الى ولدي عمر لليوم 279 من الحكم الجائر ولليوم 633 من الاعتقال التعسفي.
سلام السلام ياولدي.
ينزلق المجتمع يوماً عن يوم نحو مصير لم نكن نتصوره.
ويتجسد هذا السقوط في حجم الكراهية والجهل الذي تحفل به مواقع التواصل الاجتماعي وتعري عن نفسية البعض وجنوحهم إلى استعمال معجم ساقط في تناول بعض القضايا التي تستأثر باهتمام المواطنين.
وعوض أن يرتقي النقاش إلى مستوى تبادل الأفكار بكل احترام إغناء لمحتويات صفحات المدونين، يتم اللجوء إلى تعاليق و تدوينات صدامية من سب وشتم وزرع الفتنة في تربة المجتمع وبين مكوناته الاجتماعية والثقافية واللغوية.
مؤلم جداً أن يتم هدر زمن المواقع في مثل هذا المستوى في الوقت الذي يجب استغلالها من أجل البحث والتعلم والتعارف والتواصل ،لكونها تشكل منجماً ذهبياً من المعلومات المتيسرة بفضل محركات البحث.
مع الأسف لا نستغل منها إلا جزء بسيطاً مما تمنحه لنا من إمكانيات.
لهذا السقوط أسباب حقيقية وموضوعية .
سقوط المدرسة وحرمان المواطنين من تعليم معمم ومجاني وذو جودة قادرة على ادماج المواطنين وتربيتهم على حب الوطن واحترام خصوصيات الغير وحقوقهم، وكل ذلك يشكل سبب ما سقطنا فيه.
انتشار الفقر وهدر الكرامة وضياع الحقوق والحكرة تدفع إلى الجريمة بالعنف الكلامي أو المادي.
انحراف وسائل الإعلام الرسمية مع الأسف نحو نشر التفاهة والإلهاء وعجزها عن تقديم محتوى تربوي محترم يراعي خصوصيات المجتمع المغربي و يساهم في النهوض بالمستوى التربوي والأخلاقي والعلمي للمواطن.
تشجيع وتمويل مقاولات إعلامية خاصة بأجندات مرتبطة بأوليغارشيات هذا العهد، مهمتها استلاب عقول المغاربة وجرهم إلى التصادم بالتحريض على المعارضين والتحرش بهم وتشويههم.
هذه من بين وصفات السقوط وما خفي أعظم.
كم نحن في حاجة إليك وإلى رفاقك المعتقلين لنساهم في تطهير البلد مما يُعد له.
وما ذلك ببعيد أيها الغالي والحرية لجميع المعتقلين والمعتقلات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق