"حين أموت، أتمنى أن يتذكرني الناس بوصفي شخصًا كانت حياته شيئًا ذا فائدة للبشرية" توماس سانكارا
"حين أموت، أتمنى أن يتذكرني الناس بوصفي شخصًا كانت حياته شيئًا ذا فائدة للبشرية" توماس سانكارا
بعد 35 سنة على اغتيال أحد الوجوه الأبرز لمسيرة تحرر الشعوب الإفريقية من الهيمنة الاستعمارية الفرنسية ونهبها خيرات القارة، و برغم من فترة حكمه القصيرة قاد سياسات اقتصادية واجتماعية حافلة بالكثير مما يمكن أن يتذكره المطهضدين و الفقراء وأهل الريف البوركيني على وجه الخصوص، فقد امم الأراضي الزراعية، بنقل ملكيتها من الإقطاعيين إلى الفلاحين والمزارعين، وألغى الضرائب الريفية والإيجارات المحلية، وعمل على الحد من المجاعة بالاكتفاء الذاتي وبرامج الإصلاح الزراعي، وضاعف إنتاج البلاد من القمح، فضلًا عن برنامجه للتشجير، إذ أشرفت الدولة على زراعة أكثر من 10 ملايين شجرة لوقف التصحر المتزايد حينئذ في منطقة الساحل،كما دعى الى رفض إملاءات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، ولم يتحرج ذات مرة من مطالبة الدول الأفريقية بأن تتجاهل تمامًا الديون التي تدين بها للقوى الامبريالية ، في إشارة إلى الاستغلال الذي تعاني منه أفريقيا من قبل هاته الدول عامة و فرنسا على وجه الخصوص ،و هو ما عبر عنه بشكل مباشر في خطابه أمام القمة الأفريقية 1987 منتقدًا الديون و املائات الدول الامبريالية بقوله "الدين في شكله الحالي، الذي تسيطر وتهيمن عليه الإمبريالية، هو غزو منظم و بمهارة، لتصبح أفريقيا، ونموها، وتنميتها تتفق مع مستويات ومعايير غريبة عنا تمامًا، بحيث يصبح كل واحد منا عبدًا ماليًّا… يقولون لنا سددوا الديون. هذه ليست مسألة أخلاقية، وهي ليست أيضًا مسألة شرف مزعوم لسداده أو رفضه".
اليوم صدر الحكم في قضية اغتيال سانكارا الذي يعد أكثر من حارب لأجل حرية شعبه ولأجل وقف النهب الفرنسي لخيرات بلاده بالسجن المؤبد للرئيس السابق بليز كاوياوري الذي كان على رأس جريمة حاولت باريس لما يناهز ثلاثة عقود طمس معالمها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق