رسالتي الى ولدي عمر لليوم 306 من الحكم الجائر ولليوم 659 من الاعتقال التعسفي..
رسالتي الى ولدي عمر لليوم 306 من الحكم الجائر ولليوم 659 من الاعتقال التعسفي.
"٠"٠"٠"٠"٠"٠"٠"٠"٠"٠"٠"٠"٠"٠"٠"٠"٠"٠"٠"٠"٠"٠"٠"٠"٠"٠
مزيداً من الصبر ياولد.
خلال كل زياراتنا لك بالسجن، نحاول أن ننقل لك تقديرنا لاتجاه الأمور نحو نوع من الانفراج السياسي، لاعتقادنا أن في قلب الدولة وفي مفاصلها من لا يرتاح للمنحى الذي اتخذه البعض من الدولة وليست كل الدولة، تُحركُ عينيك الجميلتين يميناً ويساراً وترفض هذا التقدير.
دعنا ياولد نشرح لك تقديرنا.
عشنا ذات زمن وفي السنوات الأخيرة للعهد السابق انفراجاً حقيقياً، عاد المنفيون وأفرغت السجون من معتقلي الجمر وتم تأسيس هيئة الإنصاف والمصالحة وظهرت صحافة مستقلة يقود تجربتها صحافيون شجعان وبمهنية عالية رغم المحن التي عانوا منها من أجل الاستمرار،، نظراً لهشاشة واقع الحريات العامة وبداياتها.
وابتدأ العهد الجديد بعناوين تُعلن تغييراً جديداً في السلطة " المفهوم الجديد للسلطة".
وانتظرنا تنزيل هذا المفهوم الذي تأخر لعقد من الزمن حتى انفجر الشارع في حراك عشرين فبراير 2011، وتجددت بعض الوعود التي جاءت في خطاب تاسع مارس وتم تعديل الدستور وحل الحكومة والبرلمان وإجراء انتخابات سابقة لأوانها.
نحن ياولد ننتمي لجيل زمن الجمر والرصاص ونعتبر الاتجاه الذي اتخذه المجتمع بضغط من الشارع والقوى الحية خطاً مستقيماً نحو التغيير الديموقراطي غير قابل للانقلاب عليه.
لم نكن نعتقد أن في إحدى زوايا السلطة وبعض أجهزتها من يتربص بهذا الخط ليعيدوه إلى أول سطر الاستبداد و التغول الأمني إلى ما قبل سنوات الجمر والرصاص.
ورغم ذلك نعتقد أن قوة الخط المستقيم ستنتصر على الخطوط المنعرجة و المرتدة عن الوعود والعهود.
هل فهمتني ياولد ؟
نحن عندما نعتقد ونؤمن بخط التغيير الديمقراطي فإنما نؤمن بحتميته نظراً لحجم التضحيات التي قدمها أحرار الوطن من أرواحهم وعقود من السجن النافذ.
لا بد من وجود من لا يبادل الأمن السياسي رغبتَه في محو كل هذه التضحيات من أجل إعادة هذا الخط واستمراره في نقل المغرب إلى الديمقراطية التي تشكل سقفاً ثورياً في حالتنا الاستبدادية.
ونحن لإيماننا وقل عنه حلمنا و غباءنا لكنه قدرنا أن نحقق هذا الانتقال.
ما أضعف هذه المقاربة التي رفضها ويرفضها المجتمع وقواه الحية.
هَب أننا نحلم لكن حلمنا سنحققه بفضل جيلك الذي عليه أن يستمر في تقوية خط الانتقال الديمقراطي.
نحن باقون وشرعنا في الوطن باقٍ.
نم قرير العين يابطل فأنت ترسم معنا هذا الخط رغم سجنك وسجن الأحرار والحرات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق