جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

غازي الصوراني _ عن وعي وممارسة العملية الاستنهاضية لأحزاب وحركات اليسار في مغرب ومشرق الوطن العربي

 غازي الصوراني _ عن وعي وممارسة العملية الاستنهاضية لأحزاب وحركات اليسار في مغرب ومشرق الوطن العربي ....

ليس بالامكان أن تتم العملية الاستنهاضية ، وعياً وممارسة ، الاعبر طريق وحيد هو : إعادة تجديد وبناء ودمقرطة كل احزاب وفصائل اليسار بوصفها صيرورة تقوم بوظيفتها عبر رؤيتها وبرامجها الثورية ودورها المحدد ،من خلال مراكمة عوامل النهوض الفكري المعمق بالماركسية وتطورها التاريخي ومن ثم تفعيل عملية الإزاحة المتتالية لكل العوامل المؤدية إلى التراجع أو الفشل ، وذلك مرهون بتأمين شروط الفعالية المعرفية لمجمل التطور التاريخي للفكر الحداثي التقدمي منذ عصر النهضة إلى يومنا هذا من جهة وتوفير وتكريس أسس ومكونات الوعي بالنظرية الماركسية بكل أبعادها المعرفية المادية الجدلية والتاريخية وأبعادها الاقتصادية والاجتماعية من ناحية ثانية ؛ إلى جانب تفعيل المقومات الفكرية والتنظيمية والكفاحية والجماهيرية القصوى في قلب الصراع الطبقي ، عبر توفير معايير ونواظم وآليات عمل داخلية ، ديمقراطية وثورية ، كعنصر قوة للارتقاء بدور حركات وأحزاب اليسار في الوطن العربي والارتقاء برؤيتها وممارساتها وتوسعها وانتشارها في أوساط جماهيرها ، إذ أن بقاء وضع هذه الحركات أو الأحزاب تحت رحمة البيروقراطية القيادية اللاديمقراطية التي تتميز في معظمها بأنها ضعيفة الوعي والكفاءة ؛ والعاجزة أو المترهلة أو المرتدة فكريا وهابطة سياسيا ،أودت بأحزابها وفصائلها إلى الابتعاد عن الممارسة الصحيحة والغرق في مستنقعات الردة اليمينية أو المناهج التقليدية والعقلية الجامدة او الهابطة والانتهازية، وهذا يفتح الباب واسعا داخل التنظيم "أمام توليد بيئة ملائمة للشللية وللنفاق وفقدان الجرأة والصراحة واللعب على التناقضات وشخصنتها ، وفقدان القدرة لدى معظم الأعضاء على المحاسبة والنقد الجريء .وبالحصيلة ، مزيد من التراجع والتهميش وإغراق الحزب وما يواجهه من أسئلة ومعضلات ومهام كبرى فكريا وسياسيا وكفاحيا في مزيد من الأزمات والمناورات والحسابات الأنانية التافهة والعزلة عن الجماهير ، وفي مثل هذه الحالة تكمن المأساة ، في أن الحزب هو الذي يدفع الثمن من رصيده التاريخي السياسي والمعنوي (والتنظيمي) ، على شكل فقدان الشروط الضرورية لتأدية دوره ووظيفته السياسية والاجتماعية ليس على المستوى الوطني فحسب بل ايضا على المستوى الشعبي الجماهيري وعند ذلك تكون النهاية التي لن يسعد بها سوى الأعداء...



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *