قميص حيفا*سعيدة بنت العياشي
كان الزمن الصيف الماضي و كان الصديق Saddik Lahrach صديق لحرش في تلك الفترة يمر من جديد بأزمة صحية .. كنا قد بدأنا في تسجيل بعض حلقات من مذكراته .. لكن وضعه لم يسمح له باستمرار التسجيل فحتى الكلام كان متعباً بالنسبة له . كنت دائما احثه على المقاومة و التشبت بالامل ,وهو يعرف جيدا كيف يقاوم بل كان مقاوما عنيدا وانسانا شجاعا. استطاع تجاوز الكثير من الازمات الصحية فكل مرة كان يضع هدفاً امامه يجعله حافزا للتحدي، تماما كما فعل اثناء انجاز كتاب " ذكرى الوفاء" التي نقش حروفه بتعب وأنين و صداع لا ينتهي وكحة كادت أن تخنقه عدة مرات .. لكن عندما اصدر الكتاب ورأه اخيرا حقيقة بين يديه فرح كثيراً و كتب لي: لقد اكملت الآن مهمتي ..
الصديق كان عاشقا لفلسطين و صادقا في تعامله و محبته للناس و شفافا ومرحا و محبا للحياة . يحب عائلته ابناءه احفاده رفاقه ، و يحب مدينة سلا و الطرب الاندلسي و يحب ايضا البارصا ، وهنا اكون له النقيض يفرح لخسارة الريال و اشعر بفرحه وهو يكتب رسالة قصيرة و او تدوينة لانتصار البارصا وعندما تخسر اكتفي بعبارة ، لا تخبروا الصديق الاحرش ان البارصا خسرت واتبعها بابتسامة شريرة ..
هو الصديق الذي مهما كتبت لن اتوقف عن السرد وحفظا للذاكرة و حتى لا ننسى مناضلا استثنائيا سانشر تلك التسجيلات و ارشيف الصديق على موقع انا انسان
و انا اقلب ارشيف السجن اثارني وجود دوري لكرة القدم سالت الصديق عن كرة القدم داخل السجن فاخبرني حكايات و بفخر ذكر رفاقه الهدافين الحبيب بنمالك و جواد مديدش وغيرهما بل مازال محتفظاً بقميص فريقه "حيفا" الى اليوم واظن عمر هذا القميص ازيد من 47 سنة اخبرني ان احد المناضلين بالسجن سهر الليالي من اجل خياطة اسم حيفا على كل الاقمصة و اختيار الاسماء له دلالته ايضا. و الاحتفاظ بالقميص هو اكبر دليل ان الصديق الاحرش هو ذاك العاشق لقضايا ومواقف انسانية عميقة..
مذكرات وراء القضبان .. قريبا على موقع انا انسان..
حفظا للذاكرة و حتى لا ننسى
ويستمر الحلم ويستمر الأمل ويستمر الصمود وتستمر المقاومة .. هذا ما قاله الصديق و رحل ..
سعيدة بنت العياشي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق